للأعياد الوطنية عبقها الخاص لمن يعرف حب الوطن والانتماء إليه.
فمسقط الرأس له تعلق خاص بالانسان وارتباط به لا يعرفه الا أهله.
لذلك، فإن الرسول، صلى الله عليه وآله، حين خرج من مكة المكرمة توجه إليها قائلا بما معناه «إنك أحب بقاع الأرض اليّ، ولولا ان اهلك اخرجوني منك لما خرجت». وفي التراث ايضاً ان الصحابة حين قدموا الى المدينة المنورة شعروا بالحنين إلى مكة، فتوجه الرسول، صلى الله عليه وآله، بالدعاء إلى ربه بما معناه: «اللهم حبب إلينا المدينة كمكة أو أكثر». من ذلك كله فإن الوطن له موقعه في قلوب المحبين، وله صورته الناصعة في أعينهم.
ولعل واضعي الدستور الكويتي كانت لهم نظرتهم الثاقبة حين وضعوا القسم على احترام الوطن وصونه لكل من يتقلد المناصب المهمة في الدولة.
ففي المادة 60 هناك نص لأمير البلاد الذي يؤديه حين تولي صلاحياته، ومن هذا القسم «.. وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، وكذلك للنواب والوزراء قسمهم وفقا للمادتين 91 و126 حيث يقولون «أقسم بالله العظيم ان أكون مخلصاً للوطن وللأمير..».
لذا، فإن احتفالات الكويت بعيدها الوطني وعيد التحرير لها الأهمية الكبيرة وتعلق المواطنين بهما لما لهما من أهمية عظمى.
ولعل هذه المناسبة فرصة طيبة للنواب والوزراء والسياسيين والشباب للوقوف برهة للتفكير في الوطن واهمية العطاء له والاخلاص والتضحية.
وفرصة لدراسة السلبيات التي نعيشها والعمل معا على تلافيها وعلاجها، والتعاون معا لايجاد الحلول الناجعة للوصول بالوطن إلى مصاف متقدمة بين الأمم.
اذاً، للكويت حق علينا، فهي ارض الخير والعطاء والأمن والأمان والمحبة ومساعدة اهلها والآخرين.
لذا، فان التعاون هو السمة الاساسية التي نريدها، سواء للسلطتين او لجميع السياسيين، وبالاخص الشباب الذين نراهن عليهم، بعد الله سبحانه، ليصلوا بنا إلى أعلى المستويات باذن الله سبحانه.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق