في تصريح صحافي له قبل ايام قال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علي الموسوي ان هناك دولا تتآمر على عدم التقارب بين العراق والكويت.
هذا اول تصريح لمسؤول عراقي يعلن بصريح العبارة ان هناك متآمرين على الكويت والعراق بفرض التأزيم وعدم التقارب.
ورغم انني كتبت اكثر من مرة ان مشكلة التقارب بين الكويت والعراق لا يقررها البلدان وانما تخضع لمصالح دول وشركات ولوبيات ترى ان مصالحها سوف تتضرر اذا عادت العلاقة الكويتية العراقية لذلك وجدنا تغلغل وتسرب القوى ذات المصالح الكامنة في العراق في شرايين الدولة العراقية بدءا من الاعلام ومرورا بالمؤسسات السياسية وانتهاء بالاقتصاد والانشطة التجارية والاستثمارية كل ذلك لضرب طوق حديدي بين الكويت والعراق.
لا نحتاج الى التذكير ان العراق الذي لايزال يعاني من الاختلال الامني والسياسي يعاني ايضا من نقص في البنية التحتية وتوقف المشاريع الحيوية لاسيما في الطاقة الكهربائية والطرق والمدارس والجامعات والري. العراق بالنسبة للشركات والدول ارض بكر وارض يسيل من ورائها اللعاب ولذلك فالمنافسة لا على من يؤصل صداقات او علاقات اعمق من العراق وانما من يصل اولا ليستحوذ على نصيب اكبر من كيكة المشاريع..!!
الذين يتآمرون على الكويت والعراق هم انفسهم الذين يصارعون للاستحواذ على كيكة المشاريع العراقية وهؤلاء يعلمون جيدا ان التقارب العراقي الكويتي من شأنه دخول الكويت كقطب منافس لا على الكيكة المشاريعية ولكن على الافضلية على اساس قرب المسافة وسهولة الاتصال بالعراق الجديد ليس عراق صدام حسين او عبدالكريم قاسم او نوري السعيد وانما عراق ديموقراطي تعددي مرجعية القرار فيه موكولة للشعب المتمثل في البرلمان الذي هو يتشكل من كافة المكونات والاطياف القومية والاثنية والحزبية والمذهبية.
الكويت تحتاج الى العراق لا لان البلدين تاريخيا كانا منفتحين على بعض، وكانت الموانئ الكويتية مصدر التصدير والتموين للمعدة العراقية، ولكن لان هناك اسباباً اخرى لعل العلاقة الاجتماعية والثقافية فضلا عن اللغة والدين والجوار هي التي قويت العلاقة وهي التي مكنت البلدين من الشعور لحاجة بعضهما للبعض.
مع انهاء المشاكل الحدودية وتبادل الرحلات الجوية والزيارات المتبادلة بين البلدين تكون العلاقة قد دخلت مرحلة جديدة وهي في الواقع مرحلة مفصلية واتصور متقدمة ومشجعة وتاريخية، ومن شأنها افشال اي مؤامرة مهما عظمت للعودة الى الوراء.
العراق والكويت يجب ان يتغلبا على كل تداعيات الماضي ويجب ان يصفيا كافة المشاكل العالقة.. ان صفحة الماضي رغم مرارتها وآلامها ليست من السهل ان تسقط من التاريخ ولكن من السهل ان نتجاوزها وهذا هو المطلوب عمله من كافة المسؤولين في البلدين.
ان المتآمرين لن ينجحوا اذا نجح البلدان على تجاوز الماضي، وفتحا صفحة جديدة تكتب سطورها بمداد من العلاقة الاخوية والثقة والجوار والمصالح المشتركة.. ولنعلم ان هناك الكثير من المشتركات التي تنتظر انجازها فالبلدان لن يستغني احدهما عن الآخر ولن يفلح المتآمرون مهما تعددت حيلهم من تخريب العلاقة والعودة الى الوراء.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق