اعتقد ان الدكتور الخطيب كان متحاملاً بعض الشيء عندما خانق شباب الحراك المعارض، او ربما ان الدكتور عكس بحدة خيبة امله ويأسه من الوضع السياسي،
فحمل الشباب مسؤولية جمود الوضع أو تدهوره.
برأيي، وسبق ان كتبته، ان الدكتور احمد الخطيب بالذات تفاءل اكثر من اللازم بحركات التغيير «الربيعية» – في نظره والخريفية في نظرنا – التي تفجرت في البلاد العربية. وتفاؤل الدكتور قاده الى الاعتقاد بان الكويت ليست استثناء. فكل من تمرد على النظام او حتى اختلف معه كحال معارضتنا المعلنة هو «ديموقراطي» ومع التغيير التقدمي والثوري القادم. هذا مع الاسف اثبتت حتى التجربة ومسارات الحراك العربي العامة نفسه انه ليس صحيحا. وانه تفاؤل جاوز الواقع وراهن على شبه المستحيل.
ليس هذا وحسب، بل ان شباب الحراك هنا خضعوا وما زالوا، مع الاسف، لسطوة نواب المعارضة ولغوغائيتهم الانتخابية ولميول اغلبهم غير الديموقراطية وحتى غير السياسية. فمعظم نواب الاغلبية ينطلقون من دوافع قبلية وطائفية، وحتى شخصية بعيدة كل البعد عن السياسة والاهداف والآمال التي لدى الشباب او الدكتور الخطيب. حتى عندما بدأ الشباب – بحكم طبيعة الحراك السياسي- في البروز والهيمنة اللذين برع فيهما اعضاء «التيار التقدمي» الذين تصدروا التظاهرات والتجمعات بجدية وتفان اكثر من غيرهم من توابع النواب او بقية الجماعات المتخاذلة، فإن النائب مسلم البراك عاد ليخطف الاضواء ويخطف الحراك بعد صدور الحكم ضد نواب الاغلبية بالتعاون مع امير قبيلة العوازم. ويعيد الحراك مرة ثانية من ساحة الارادة وقصر العدل الى الاندلس والعقيلة. ومن قيادة شباب الحراك الى قيادة النواب والامراء. كل هذا الى جانب ان الشباب هم جزء من الوضع العام الذي يعتريه اليأس والضياع وتنعدم فيه الحيلة، وليس من المفروض ان يكونوا استثناء كما يتمنى الدكتور الخطيب.
لست بتفاؤل الدكتور الخطيب، لكن ان كان في، او لشباب الحراك الحالي امل، فان الانعتاق من وصاية نواب الاغلبية اولا ثم إكساب الحراك لغة وبعدا شبابيا ثانيا هو الطريق الحقيقي لسيطرة الشباب، ولوجود حركة اجتماعية سياسية تنشد تطوير البلد وتحديثه، وليس مغامرات فردية مبنية على الطموح الذاتي او الرغبة في الانتقام.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق