بندر الظفيري: إبعاد الدين عن الدولة!


قول في مقال
تعالوا نتذكر السنوات الأخيرة, مع كل مجلس جديد كنا نترحم على ما قبله لكثرة مشاغبيه وطالما ظل الخرافي رئيساً له, ومع كل حكومة جديدة نتحسر على أداء ما قبلها وطالما ناصر المحمد ظل رئيساً لها, ومعهم كانت الأزمات تتوالى والانسداد يطبق على أفق الحياة السياسية وتختفي معها التنمية والإصلاح.
اليوم ذهبت المجالس القديمة ورئيسها وجاء المجلس الجديد برئيس جديد, ومع ذلك ارتفعت حدة الأزمات, اليوم ذهبت الحكومات السابقة ورئيسها وجاءت الحكومة الجديدة برئيس جديد, ومع ذلك ازداد العجز والفساد.وبين القديم والجديد ظل الشعب نفسه وطريقة تعاطيه نفسها موزعة بين النقد واللامبالاة, الجديد فقط هو ارتفاع حدة الخطابة نحو الشتيمة والقذف مع نعرة طائفية أضافت نوعاً جديداً من السموم في جسد المجتمع.
من دون فلسفة أو تنظير, أمامنا خياران لا ثالث لهما, إما الاستمرار بهذه الممارسة التصعيدية المؤدية حتماً الى الانفجار والانتحار, أو الإصلاح الفوري والمباشر الذي يعيد العمل السياسي إلى جادة الانتظام ويضع حداً للفساد المستشري. وعماد الإصلاح إبعاد الدين عن الدولة… نعم إبعاد الدين عن الدولة حتى لا تصل إلينا النار التي تلتهم ما حولنا حيث يزحف المتدينون لإلغاء الدولة.
نقولها من دون تردد مع الإيمان القاطع أن ذلك لن ينال من الدين الحنيف شيئا, لا بل يحصنه ويحميه عندما نسحبه من أيدي المشتغلين به والمتمصلحين منه, ولنا خير قدوة ومثال في الدول الآسيوية (المسلمة) التي وصلت الى العالمية بنموها الاقتصادي وتطورها السياسي من دون أن ينال إبعاد الدين عن الدولة من إسلامها قيد أنملة.
ما يلزمنا أكثر الولوج في هذا الطريق أننا متعددون في مذاهبنا وهي حاجة إضافية ملحة, وفي ذلك مرضاة لله ومصلحة لعباده إن كنتم تعتبرون !
وللحديث صلة.
* كاتب كويتي

aldurrahcapital@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.