حسب المنشور أمس في الزميلة «الأنباء»، فإن الناطق الرسمي السابق بلسان تنظيم القاعدة سليمان بوغيث قد تقدم بثلاثة طلبات التماس للسماح له بالعودة الى الكويت، وآخر هذه الالتماسات تقدم بها منذ اسبوعين فقط، لكن كان مصير الطلبات الثلاثة التجاهل وعدم النظر فيها باعتباره لم يعد مواطنا كويتيا!!
والحقيقة انه ومنذ الاعلان عن سحب او اسقاط جنسية سليمان بوغيث عنه وانا مستاء من الاجراء «الهروبي» الذي مارسته الدولة في معالجة مشكلة احد ابنائها الذي ينتمي الى تنظيم القاعدة ويتقلد موقعا بارزا في التنظيم. هذا الامر من جهة، اما من الجهة الثانية فان سليمان بوغيث كويتي بالتأسيس وبالتالي لا يمكن التحجج بأي حجج من تلك التي تستخدم عادة لتبرير سحب الجنسية من اي انسان بدعوى انه مزور او مزدوج او متجنس حديثا وارتكب جرائم خلال مدى زمني قصير بعد تجنيسه بما يبيح التراجع عن التجنيس.
سليمان بوغيث كويتي بل كويتي بالتأسيس تواجد هو واهله في هذه الارض قبل ان تظهر اصلا قوانين الجنسية،.. وسيظل كويتيا سواء اسقطت جنسيته ام لم تسقط، والعالم لا يعرفه الا ككويتي، ونحن لا نعرفه الا ككويتي. وبالتالي فان اللجوء الى اسلوب اسقاط الجنسية للتخلص من اي تبعات او لاسترضاء جهات او دول اخرى هو اجراء لا يمت الى القانون ولا الى المنطق بصلة.
المفترض أن تواجه الدولة مسؤولياتها، ومن حق سليمان بوغيث ان يعود الى بلده، ومن حقه ان يطعن امام القضاء بالقرار القاضي باسقاط جنسيته، مثلما هو من حق الدولة ان تحاكمه بأي اتهامات او جرائم ارتكبها محاكمة عادلة.
لقد سحبت جنسية اسامة بن لادن السعودية عنه لكن العالم كله ظل يعرفه كسعودي، مثلما اسقطت جنسية سليمان بوغيث الكويتية عنه لكن هذا لم يمنع ان يراه العالم كويتيا.
ان الانتماء الى الوطن، لا يمكن بحال من الاحوال سحبه او اسقاطه عن انسان، فاسمحوا لسليمان بوغيث ان يعود.
دعوه يعود.. وحاكموه.. راقبوه.. قوِّموه.. لكن ليس من حقكم ان تمنعوه من دخول بلده الكويت.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق