برد العجوز سبعة أيام في السنة هي خواتيم البرد.. تبدأ من العيد الوطني 25 فبراير – شباط واليوم الثاني من برد العجوز هو عيد التحرير 26 فبراير – شباط ويأخذ الأربعة ايام الأخيرة كل عام من شهر فبراير، وثلاثة ايام من مارس – آذار.. دارت اقاويل وقصص في الأدب والنوادر بين الحقيقة والخيال، ويسرني ان اوردها لحضرات السيدات والسادة من قراء جريدة «الوطن»..
أيام العجوز سبعة وتحمل هذه الأسماء:
كُسِع الشتاء بسبعة غبرِ
أيام شهلتنا من الشهر
فاذا انقضت أيامها ومضت
صِنٌّ وصنََّبْرٌ مع الوبر
وبآمر وأخيه مؤتمر
ومعَلِّل وبمطفئ الجمر
ذهب الشتاء موليا عجِلا
وأتتك واقدةٌ من النجْر
صنّ: هو اسم 25 فبراير الأول من العجوز.
صنبر: هو اسم 26 فبراير الثاني من العجوز.
الوبر: هو اسم 27 فبراير الثالث من العجوز.
آمر: هو اسم يوم 28 من فبراير الرابع من العجوز.
وثلاثة ايام أُخر من اول مارس:
مؤتمر: هو الاول من مارس والخامس من برد العجوز.
مُعِّلل: هو الثاني من مارس والسادس من العجوز.
ومطفئ الجمر: الثالث من مارس والسابع من العجوز.
٭٭٭
كسع الشتاء: بمعنى ذهب وانقضى ولا زالت المفردة قائمة في شرق شبه الجزيرة العربية وتحديدا في الاحساء.. وفي حي الصوابر كان فيه أصول من الجالية الاحسائية.. في مدرسة الصباح كنا نتبادل بعض المفردات لتخفي على المدرس، فنقول كسع الشفت اي المدرس ذهب ولم يعد والشفت بمعنى ذلك، قد تكون من الذي شفته وعهدت به.. ثم يقول ذهب الشتاء موليا – وفي الكويت ولى ويولي، ونقول خله يولي: اتركه يذهب، لمن هو غير المرغوب فيه، وعند زجره ولي وتختصر «ول»..
ودارت حكايات في الأدب العربي والقصص الشعبية احداها:
ان عجوزاً كاهنة في العرب كانت تخبر قومها ببرد قادم، وهم لا يكترثون بقولها اذ ان البرد قد انتهى وهم في دفء حتى لبسوا ملابس الصيف. وجاء البرد كما قالت الكاهنة فاهلك زروعهم وضروعهم (الماشية) فقيل للأيام ببرد العجوز.. جاء ذلك في كتاب الكشكول. ومعجم الأدباء لياقوت ومعجم الشعراء.
وجاء في كتاب (ربيع الأبرار) لجار الله الزمخشري.. ان المعنى الصائب بأيام العجز هو أواخر الشتاء في سبعة ايام.
وقالوا ان عجوزاً نهوها عن جز صوف غنمها لبرد قادم، فأبت فجزت غنمها فمرضت ونفق أكثرها عند قدوم برد العجوز.
٭٭٭
والعامة تسمي هذه الايام بالمستقرضات، لأن شباط (فبراير) استقرض في آخره أربعة ايام منها ثلاثة من اوائل آذار (مارس) فقالوا في ذلك:
آذار يا ابن عمي
ثلاثة منك واربعة مني
تجعل مغزل العجوز تغني
ومن الرواية المحلية في الكويت قالوا:
(بيّاع الخبل عباته).. أي انه اعتقد بانقضاء البرد فباع عباءته ثم ندم بعد ان داهمه برد العجوز.
ومن القصص المروية ان عجوزاً ارادت ان تتزوج ففاتحت ابناءها بذلك فقالوا لها: لا مانع لدينا ان استطعت ان تنامي الليلة في فناء الدار فنامت فادركها الموت.
٭٭٭
ومن طرائف القصص حول العجائز، ان اعرابياً تزوج امرأة كان يظنها فتية ولكن القوم دسوا اليه عجوزاً فقال يذمها:
عجوز ترجي أن تكون صبية
وقد لَحِب الجنبان واحدودب الظهر
تدس الى العطار سلعة بيتها
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
وبقية الأبيات، تنسب إلى الرحال خدن جران العود:
تزوجتها قبل الهلال بليلة
فعاد محاقاً كله ذلك الشهر
وما غرني إلا خضاب بكفها
وكحل بعينها وأثوابها الصفر
ويقول الأعرابي فيها أيضا:
ولا تستطيع الكحل من ضيق عينها
فإن عالجته صار فوق المحاجر
وفي حاجبيها جزة لغرارةٍ
فإن حلقا كانا ثلاث غرار
وثديان أما واحدٌ فهو مزود
وآخر فيه قربة للمسافر
ويقول في ذمها أيضا:
لها جسم برغوث وساقا بعوضة
ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
تبرق عينيها اذا ما رأيتها
وتعبس في وجه الضجيع وتكلح
لها مضحك كالحش تحسب أنها
إذا ضحكت في أوجه القوم تسلح
وتفتح، لا كانت، فما لو رأيته
توهمته باباً من النار يفتح
اذا عاين الشيطان صورة وجهها
تعوذ منها حين يمسي ويصبح
وذكر المبرد في الكامل الحكاية عن شيخ الاعراب رأى امرأته تتصنع وهي عجوز فقال البيتين وهما:
عجوز ترجي أن تكون فتية
وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس إلى العطار سلعة بيتها
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!
هذا ما ورد في بعض كتب الأدب العربي حول برد العجوز، وطرائف عديدة في العجائز ومعظم الكتاب رجال فلا ينظرون الى عجائز الرجال؟
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق