يشعر الإنسان بالفخر حين تُمْتَدَحُ خصاله الطيبة وحين يَعُدُّ القديم من الأثر الطيب في منبته ومرباه أو يمتدح الآخرون هويته الوطنية. ولعل التفاخر بالإنتماء لهوية وطنية فريدة يوازي إفتخار الإنسان والفرد الحر بكل ما شكل شخصيته الإنسانية ورونقها بخصال وطنية حميدة. فالمنطق والعقلانية يؤكدان أن عبارة “كويتي وأفتخر” والتي يطلقها هذه الأيام أبناء وبنات الكويت في عيدهم الوطني وعيد تحرير بلادهم تنبع من إيمان صادق بأن الإنتماء للهوية الكويتية مدعاة للفخر وبخاصة في عالم متغير عصفت به المنازعات والتكالب الشخصاني والأناني والمصالح العرقية والمذهبية والدينية الضيقة. أنا مواطن وكويتي وأفتخر لهذه الأسباب:
أتشارك مع المواطنين الآخرين بثوابت وطنية شاملة تعكس تجاربنا الإنسانية المشتركة.
تكرست في مجتمعي الكويتي أساليب حياة مدنية تسمح لجميع أبناء الوطن التنافس فيما بينهم لتحقيق المواطنة الحقة.
ولائي الوطني وشعوري بالإنتماء لمجتمعي الكويتي يتجاوز أي ميول هامشية لا تساهم في تشكيل تجربتي الانسانية الكويتية المدنية.
أنتمي إلى مجتمع كويتي معتدل فكرياً في أسسه الثقافية وتأسس تاريخياً على المشورة وعلى الوسطية والتسامح.
أسرتنا الحاكمة جزء لا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي وإحترامهم وتقديرهم ينبع من حقيقة تشاركهم وتمازجهم مع أبناء وطنهم.
يشعر كل كويتي بفرادة هويته الوطنية وبخاصة عندما يربطها بإنجازات هذا الوطن الغالي وإنجازات أبنائه وبناته على مر التاريخ.
نسيجنا الاجتماعي الكويتي لم يخرج عن نطاق الأسرة الوطنية المتوحدة, رغم كل المبالغات وتهويل بعض الإنطباعات الشخصانية.
حسي الوطني يرتبط بشكل مباشر بما أمارسه من واجبات ومسؤوليات إجتماعية أتشارك فيها مع المواطنين الآخرين.
وطني الكويت هي لكل من يخلص لها ويوفي بإستحقاقات المواطنة الهادفة والإيجابية.
طيبة أهل الكويت وتسامحهم فيما بينهم أصبحت ميزة فريدة في ذهننا الجمعي الكويتي, فتآلفنا وتعاضدنا فيما بيننا تغلب آخر الأمر.
كل من يعمل أو يعيش على أرض الكويت الطيبة من أخوتنا وأصدقائنا الوافدين والمقيمين يسكن حب الكويت في قلوبهم, ويحتفظون لهذا الوطن المعطاء بمكانة خاصة في أفئدتهم.
يكفيني فخراً كإنسان حر ومستقل أنني ولدت وتربيت ونشأت في وطن حفظ لي كرامتي الإنسانية وتوفرت لي فيه بفضل الله عز وجل سبل الرفاهية المعيشية والشعور بالأمن النفسي.
يتمكن أي مواطن كويتي من ربط آماله وتطلعاته المشروعة بما يمكنه أن يحققه من نجاحات مستحقة في مجتمعه الكويتي بشرط أن يصدق النية ويبذل الجهود المطلوبة ويتقي الله في نفسه وفي مجتمعه وفي وطنه.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق