مناسبتان جميلتان تمران على البلاد هذه الأيام، هما عيدا الاستقلال والتحرير وذكرى تولي سمو الشيخ نواف الأحمد موقعه الحالي. وأمام هاتين المناسبتين نقول تحية لك يا وطن، وتحية لأبي فيصل، فكلاكما كان ولايزال يعطي، كل بقدره. وكما ندعو لهذا الوطن الجميل أن يظل – كما هو شامخ بعطائه – خيمة تظل أبناءه، فإننا في الوقت نفسه نحرص على تذكر مناسبة اختيار سمو الأمير للشيخ نواف وليا للعهد، ونشكره على هذا الاختيار، فقد جنبنا من العناء الكثير.
تمر المناسبتان وفي النفوس ما فيها من صراع بين مكونات الأسرة الواحدة، في وقت كان يفترض أن يستبدل فيه مثل ذلك الصراع بالتنافس على خدمة هذا الوطن الجميل، فـ «المناصب زائلة، والكويت باقية».. كما قال الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله. ومادام الأمر كذلك، فليكن تنافسا صحيا على خدمة هذا الوطن وأبنائه، بدلا من صراع يكاد أن يطيح كل ما هو جميل، عمل الآباء المؤسسون على ترسيخه وبثه في نفوسنا منذ تأسيس هذا الكيان الطيب.
لا ضير في التنافس وتسجيل النقاط، حتى وإن كان في الطريق إلى المواقع المتقدمة في السلطة والحكم، فهذا حق كفله الدستور لآل مبارك من دون استثناء، بشرط ألا يخرج كل ذلك عن الأطر الدستورية والشرعية، وما جبلنا عليه كشعب من احترام وتقدير للقيم والمبادئ، فللخلاف والاختلاف أدبهما، ولا ينبغي لنا أن نخرج عن كل تلك الشروط مهما كانت المبررات والمعيقات التي تقف في ما بيننا وبين أي موقع كان.
لا ينبغي لنا أن نحول الديمقراطية والدستور إلى أداة من أدوات الصراع على هذا الموقع أو ذاك، ونسلبها من دون أن ندري كل ما وضع فيها من أجل خدمة بلدنا وشعبنا، كما لا ينبغي لنا أن نحول مثل ذلك البلد الجميل إلى ساحة حرب تستخدم فيها النفوس والمؤسسات، و«يتمترس» كل فرد من آل مبارك خلف جريدة ورقية أو قناة تلفزيونية أو جريدة إلكترونية، من أجل تهييج الآخرين لتحقيق أهدافه.
يفترض أن يكون التنافس في مجال الخير وتضخيم المنجزات واستخدام كل تلك الأموال المصروفة على مثل تلك المؤسسات والأفراد – وهي كما يبدو بالملايين – في مصارفها الحقيقية لمريض بحاجة إلى أن يذهب إلى العلاج، ومعسر لا يستطيع أن يقضي حوائجه، وأطفال يتامى لا معيل لهم. أما ما يجري الآن، فإنه يمثل فضيحة بكل المقاييس، في بلد يفترض أن يكون أبناؤه نموذجا لمن حولهم، لا منفرا لشعوب المنطقة.
عندما ينظر الآخرون إلى ديمقراطيتنا ينفرون منها، اعتقادا منهم أن تلك هي الديمقراطية، لكنهم لا يعرفون أن الشيوخ قد حولوها إلى أداة أو ورقة من أدوات الصراع وأوراقه فقط، ليحققوا أهدافهم، فتارة يصنعون الأبطال الوهميين، ليحولوهم إلى نواب واستجوابات، وتارة يصنعون «شتامين»، حتى يوجهوا استفزازا هنا وآخر هناك، والضحية.. الوطن.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق