انني أعجب اشد العجب من بعض الاقلام الصحفية التي نقرأ لها كل صباح فهي لا تتبنى قضايا الوطن بشفافية ولا تدرك اهمية الكلمة التي يكتبونها كنور يسطع ينير الطريق او معول هدم يهدم الوطن على بنيه تجدهم سائرين في غيهم يقولون ما لا يفعلون وما لا يؤمنون يبيعون اقلامهم لمن يدفع، ولاءاتهم تتحول من النقيض الى النقيض ومن الابيض الى الاسود يحولون التراب ذهباًَ والذهب الى تراب اين قضايانا من اهتماماتكم؟! اين مشكلة البطالة من ارشيفكم؟! تلك المشكلة التي تعصف بكل بيت كويتي كيف يقضي ابناؤنا سنوات دراستهم في كد وجهد واجتهاد ثم يتحولون الى الضياع فينزوون في البيوت ينامون نهاراً ويسرحون ويمرحون ليلاً لا عمل يضبط سلوكياتهم ولا دوام ينتظرهم ولا امل في غدٍ يدعوهم الى الالتزام والعمل فأين العمل؟ الذي به يعملون واين الرسالة التي يحملونها فترتفع معدلات جرائم العنف جراء الفراغ القاتل الذي يعيشونه وانتم عنهم لاهون لم تحظ هذه المشكلة باهتمامكم ولم تشرحوا اسبابها وفشل الحكومات المتعاقبة في حلها او وضع خريطة طريق للانتهاء منها ولم تتحدثوا عن اثارها الضارة على المجتمع وعلى الاسرة وبنيانها بل انصرفتم الى ماهو ادنى والاعلى في سلم اهتماماتكم تكيلون المديح لوزير فشل في ادارة وزارته يفاجئ الناس كل يوم بقراراته الجهنمية التي تكشف عن التخبط والجهل الذي يعشش في وزارته والتخلف الذي يسيطر على عقول مستشاريه.
لم تفهموا آليات وادبيات النقد في اظهار المحاسن والمثالب ووصف الداء والدواء ليست الكتابة مهنة من لا مهنة له انما هي خلق والتزام وامانة في التناول والطرح وليست الكتابة للكتابة وشغل الفراغ وملء الصفحات بكلام لا معنى له ولا طائل من ورائه انني ادعو اصحاب الاقلام الشرفاء ان يتبنوا قضايا الوطن بالشرح والتحليل مثل القضية الامنية في البلد والصحة والتعليم والاقتصاد الخ، تبنوا قضايا الشباب تبنوا قضايا الاسرة والمجتمع لا نبقى اسرى بعض المعارضين واطروحاتهم ولا للحكومة وفشلها في ادارة الازمات ووضع الحلول نريد ان يبزغ فجر جديد على الكويت قائم على الرؤية الصحيحة لمشاكل الوطن وما هو ممكن وما لا نقدر عليه فلكل داء دواء ان امانة الكلمة هي الضمانة الوحيدة لديموقراطية فاعيدوا للاقلام هيبتها وللكلمة رونقها ووظفوا جهودكم واقلامكم لخدمة الوطن فالكويت تستاهل والله لا يغير علينا فيها.
قال الشاعر:
عليك بالصدق يامخلوق يا انسان
بالصدق تكسب رضا الباري وغفرانه
لا ترضي الناس فيما يغضب الرحمن
من سار بالصدق ما يمنى بخسرانه
قل كلمة الصدق بوجه الجائر السلطان
وغض عينك عن ماله وسلطانه
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم أمين.
عادل نايف المزعل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق