نحتاج حروف الثقافة في مواقع ومواقف عديدة، أن تكون مثقفا أمر مهم، وأن يكون لك ثقافة خاصة في التعامل والتواصل والحوار والمعيشة والحياة والرياضة فهذا يعني ثقافة عامة مهمة يجب الاهتمام والعمل بها ونشرها.
من الثقافات المهمة والأساسية في كل بيت ومجتمع وتعني الصغير والكبير والإنسان بشكل عام وبشكل خاص صحته وحياته ثقافة الأكل واختيار الطعام وأصنافها ونوعها وتأثير ذلك على صحة الإنسان وحياته.
المطاعم وكثرتها قد تساعد وتساهم في تنشيط السياحة وفي تنوع المطابخ العالمية وفرصة ومكان للخروج والتغيير في الاجازة الأسبوعية ودعوة الاصدقاء وغيرهم..
– تجد تنوع واختلاف الشعوب في ثقافة الطعام ولغة الاختيار والأكل والمذاق، منهم من يمتنع عن أكل اللحوم بأنواعها اعتقادا دينيا أو صحياً ويعيش نباتيا، ومنهم من يأكل الاكل الطبيعي الخالي من المواد الإضافية ويعتمد على الأورجنك ويحرص على أن تكون له مزرعته الخاصة بصنوف النباتات الرئيسية، ومنهم من لا يعرف المطبخ وطريقة الطهي ويعتمد على الطعام الخارجي والأكل السريع توصيلا وذهابا، ومنهم من لا يأكل الا من يد والدته أو زوجته والا اعتمد على أكل البسكويت وشرب الشاي!
– لأجل هذه الثقافة ولغتها العالمية والمتنوعة والمهمة صحيا، ان تكون صياغتها بلغة واضحة ومفهومة من خلال التوعية بالأكل الصحي والاختيار السليم، ولأهميتها لما نجد من كثرة عدد المطاعم المنتشرة بالأكل السريع والتي تعمل على مدار اليوم !
– في السنوات الأخيرة زاد عدد سلسلة المطاعم الصغيرة والسريعة ومحلات العصائر بانتشارها في البلد والمناطق والأحياء، ناهيك عن فروع عدد منها وتوصيل الطلبات للبيت للعصائر الطازجة باسمائها الغريبة والترويجية والتي تواكب آخر الصيحات والأشعار والمناسبات برفقة تشكيلة من السندويشات بأنواعها، دجاج، جبن، كلوب سندويش، لحم وبيض وغيرها من أسماء وأنواع وأحجام.
– تجد فئة الأطفال والشباب أكثر الزبائن لسلسلة هذه هذه المطاعم وحفظا لأرقامها! ويكون الطلب بذروته في شهر رمضان ورفضها في تلبية الطلبات وتوصيلها للازدحام الشديد !
مثل هذه المطاعم وإن كان عليها بعض التحفظ إلا انها تقدم تشكيلة من العصائر الطبيعية والطعام المقبول صحياً ببعض الأصناف.
في المقابل انتشرت بعض العادات الغذائية السيئة وسلسلة أخرى من المطاعم السريعة والتي تجد السيارات تصطف لمسافة طويلة عندها!والتي كانت منذ سنوات توجه لفئة وجنسيات معينة الا انها في السنوات الاخيرة اصبحت مقصدا وقبلة للشباب والأطفال للتمتع بشرب شاي الكرك وأكل الجباتي !!منهم من يخرج ليلا متجها وبحثا عن شاي الكرك وأنواع من الحلويات الدسمة (سوفليه) والتي تطبخ في الألمنيوم!!
في الماضي كانت المطاعم التي توفر هذه الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة قليلة وبمناطق محددة من البلد اما الآن تجدها انتشرت وبمناطق وأماكن عديدة كسوق واقف وكتارا وفي كل منطقة وحي!هذه السلسلة من المطاعم بدأ يكون لها فروع في البلد لبيع شاي الكرك وهو لمن لا يعرفه حليب كامل الدسم وشاي وسكر ويطبخ بكمية وفي اناء كبير !!
– شاي الكرك أصبح من المشروبات التي يطلبها كثير من الزائرين لقطر، أذكر منذ سنوات وفي أحد المؤتمرات كان من ضمنهم أخوات مشاركات ضمن وفد من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وقبل مغادرتها للبلد برا طلبت ان تشرب كرك وما كان من اللجنة المنظمة الا ان وفرت لها (دلة) حليب كرك ومن أشهر المطاعم القديمة في البلد مطعم الزرقاء..لترافق رحلتها البرية في العودة!! يرافق حليب الكرك خبز (الجباتي) المصنوع من الدقيق والذي يطبخ على الدهن أو خبز (البوري)..وسر مذاقه هو الغلي العميق في الزيت..وهي مأكولات آسيوية المصدر واللغة..ويقدم مع شاي الكرك اما خاليا أو مع الجبن أو البيض أو (الكيما) الدسمة!
– ثقافة الكرك والجباتي أصبحت منتشرة ومطلوبة دون الالتفات على محتواهما من كميات السكر الكثيرة والدهون اللذين اجتمعا معا وأصبحا أكل ومشروب الاطفال والشباب لتكون نتيجتهما السمنة وأمراض السكر والقلب وغيرها من أمراض ترافق السمنة! ثقافة الاكل الدسم غير الصحي والمرتفع السعرات الحرارية..وما يرافقه من قلة حركة ونشاط ورياضة لها أضرارها فالذهاب لمثل هذه المطاعم يكون بالسيارة ناهيك عن بعض مطاعم الوجبات السريعة الضارة تصل الى البيت، مما يكون سببا رئيسيا لأمراض السكر والسمنة وفقر الدم لأعمار صغيرة وشابه لعدم الحركة وعدم ممارسة رياضة المشي على الاقل في الذهاب لمثل هذه المطاعم!
– في السابق كان يقتصر أكل مثل هذه الأصناف على يوم من الأسبوع كالجمعة مثلا أما الوقت الحالي تجده مطلبا رئيسياً! ناهيك عن مطاعم الفول والحمص والصفيحة والتي أصبحت من معالم الدوحة وأماكنها السياحية الرئيسية والتي يجب ان تقف السيارة أمامها وتنتظر دورها! وغيرها من مطاعم الحلويات الشرقية والآيس كريم!! على الرغم من دسامة الجباتي وحلاوته وتركيز شاي الكرك وعدم فائدتهما الصحية الا انهما أفضل السيئين من الخيار بينهما وبين مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية والتي يصطف للوصول لشريحة اللحم والبطاطا المقلية الصفوف الطويلة ولساعات!!
– من الأهمية أن يكون هناك توعية واهتمام أكثر بثقافة الطعام ومحتواه وأضراره الصحية والتي اقترح ان تعلق أو يكون مذكوراً في قائمة الطعام وأن تكون هناك كذلك محاضرات وبرامج بحسن اختيار الطعام والاهتمام بالصحة باختيار الوجبات الصحية، والذي يبدأ من البيت ويمتد الى مقصف او مطعم المدرسة والجامعة والتي لا يقتصر اختيار المطاعم الموردة بالتركيز على أقل وأرخص العروض والمناقصات لتقوم الشركة او المطعم بتقديم وجبات تفتقر للعناصر الصحية الغذائية السليمة..وانما التركيز على النوعية والجودة والتنوع والمتابعة الصحية عليها!
– آخر جرة قلم:
الاهتمام بالإنسان وصحته من أولويات الوطن وذلك من خلال الحرص والعمل على تقديم افضل الخدمات الصحية ومن خلال رؤية قطر الوطنية بالسعي للعمل بالحرص على صحة الإنسان بدنيا وتطوير عقله ومهاراته البدنية والتي لا تبدأ من حيث تبدأ المشكلة وانما يجب الحرص على تفادي مثل هذه الأمراض والسمنة والمشاكل والتي بدأت تنتشر بين الاطفال والشباب من الجنسين، والحرص على التوعية الصحية دائما وبشكل قريب من الفئات العمرية بالكشف المبكر لمرض السكر والسمنة والصحة العامة بشكل عام والذي يجب ان يبدأ من المدارس كما السابق دون انتظار خروج وظهور المرض وعلاماته لتبدأ رحلة العلاج..فالوقاية خير من العلاج..
نحتاج تجديد فهم لغة ثقافة الطعام بالتوعية بشكل مهم والأهم ثقافة الرياضة والمشي..وغيرها من ثقافات تصب حروفها وكلماتها في مصلحة الإنسان وصحته وعقله..بعيدا عن الكرك والجباتي ولغتهما المنتشرة والخطيرة على صحة الإنسان! ودمتم بصحة سليمة وعافية.
سلوى الملا
alsalwa@alwatan.com.kw
Twitter:@salwaalmulla
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق