تزايد العنف بصورة غير طبيعية ومبررة في الكويت أصبحت ظاهرة مقلقة لأجهزة الدولة المعنية والأسر.
فالتجمعات البشرية بأي مكان بما فيها المجمعات التجارية لابد وان تصاحبها بعض الحوادث وأغلبها المشاجرات وجميعها تحدث لأسباب تافهة يتجنبها الإنسان لو أراد ومن ضمن تلك الأسباب مغادرة طاولة في مطعم وترك علبة السجائر طوال الوقت لحجز المكان والتنزه والعودة له متى ما أراد ليفاجأ بقيام آخر بالجلوس على تلك الطاولة وكذلك التحرش بالنساء وما يصاحبها من مشاحنات وألفاظ سيئة تتبعها مشاجرة لا يعلم عواقبها.
بعض الشباب يذهب الى تلك المجمعات وبذهنيته المشاجرة ليتفاخر أمام زملائه بها، فتجده يتوجه للمجمعات التجارية ويتواجد بأماكن التجمعات كمنطقة المطاعم أو السينما أو ألعاب الأطفال المزدحمة ليجد ضالته التي ينشدها سواء رجال كبار بالسن أو شباب أو امرأة ويبدأ بالتحرش لتتطور وتحصل مشاجرة لا نعلم أين تقف وهذه الحوادث والمشاجرات التي وقعت في الآونة الأخيرة تشير إلى تلك الأسباب.
أسباب متعددة وكثيرة تلك التي تجعل الغالبية من الشباب تبحث عن العنف غير المبرر وقد أشارت الندوة التي عقدتها بعض الأجهزة المختصة ومن ضمنها وزارة الداخلية عن تحميل الأسرة المسؤولية الرئيسية لذلك العنف الى ان بعض الأسباب تتركز في إهمال الأسرة لمراقبة الأبناء في استخدام أجهزة الكمبيوتر والألعاب والتي جلها أعمال عنف ترتكبها أفلام لصور متحركة من قبل لصوص ومجرمين ضد رجال الشرطة أو المواطنين وكذلك دفع بعض الآباء للأسف الشديد لأبنائهم بأخذ حقهم بيدهم عندما يتعرض احدهم للضرب وكأننا في غاب وليست دولة قانون.
وان حاولت الندوة عدم تحميل الأجهزة الحكومية المختصة اي مسؤولية فان الواقع يخالف ذلك لان الدولة عليها استخدام قوانينها وخاصة قانون الأحداث لردع من تسول له نفسه التطاول او التعدي على الآخرين.
فالأحكام المخففة التي تصدر بحق بعض الشباب سواء كانوا أحداثا او كبارا يجدها الكثير غير رادعة وان كانت الفكرة منح الجاني فرصة لتعديل سلوكه بدلا من زجه بالسجن لنجده يعود ويرتكب جريمة اشد من سابقتها وهذا ما شاهدناه عندما كنا مسؤولين أمنيين عن مكافحة تلك الجرائم.
الجريمة البشعة التي وقعت بإمارة الشارقة عندما قام ثلاثة مواطنين كويتيين بتعذيب ابن جلدتهم وقتله رحمه الله وجميعهم طلبة جامعة امر يستنكره جميع الكويتيين ونتمنى ان ينال الجناة القصاص العادل.
alsraeaa@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق