داود البصري: السيد المهري … وقد بلغ السيل الزبى!


بعد غياب لم يطل كثيرا عن المشهدين الإعلاميين الكويتي والعربي أطل علينا سماحة وكيل المراجع الإسلامية الشيعية و المؤسس للمجلس الاعلى للثورة الإيرانية في العراق السيد محمد باقر المهري ببيان فاكسي جديد يحذر فيه من تطورات الحالة الحركية لإدارة الصراع السياسي الداخلي في الكويت و محذرا من النتائج السلبية لتنامي تلك الصراعات وماقد يتمخض عنها من نتائج غير مريحة على مستوى الوضع السياسي العام في الكويت وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشرق الأوسط وحيث تتوالى المتغيرات و يفرز الربيع العربي نتائج متغيراته و تحبس شعوب المنطقة أنفاسها توقعا و إنتظارا لمفاجآت قد يكون بعضها غير سار , و طبعا يشكر السيد المهري على حرصه و على جهوده المخلصة من أجل تأكيد الوحدة الوطنية و تكريس مبدأ الولاء الوطني , وقد لاحظت في البيان عبارات محذرة و منذرة و شديدة , ولكنني كنت أتمنى حقا فيما لو جادت قريحة سيدنا المهري بإصدار بيان تتحرك فيه مشاعره و توجهاته الرافضة للظلم و المؤكدة لإنتصار الدم على السيف , و المرسخة لمبدأ نصرة المظلوم و إغاثة الملهوف و التضامن مع المستضعفين من أبناء الشعب السوري بكل فئاته و إنتماءاته و أديانه و مذاهبه و حيث تسفك الدماء السورية على يد نظام دمشق و منذ أكثر من عام وشهرين من دون أن يرف لقادته جفن أو يشار له ببنان , لقد تحدث المهري مطولا عن الوحدة الوطنية و عن المخططات المشبوهة لتمزيق الأوطان و نحن نشاطره الرأي و نتفق معه في كل ماذهب إليه , ولكننا نتمنى فعلا و مخلصين بأن يتبرأ تبرئة تامة مما نسب إليه زورا و بهتانا في وقت سابق كما قال من دعم لنظام القتل السوري, و ينخرط مع الجهود الشعبية الكويتية و العربية و الإنسانية للتنديد بجرائم النظام و الوقوف العلني إلى جانب الشعب السوري و بشكل لا لبس فيه و لا غموض و يرفع راية جده سيدنا علي بن أبي طالب (ع ) بالوقوف مع الحق و المضي في طريقه رغم قلة سالكيه , وعندها سيدخل السيد المهري التاريخ الكفاحي لشعوب الشرق بتطبيقه لمبادئ أهل البيت (رضوان الله عليهم) في نصرة المظلوم و رفع رايات الحق , لقد تحدث السيد المهري عن ألمه لعدم تضمن القانون الخاص بحماية عرض رسول الله ( ص) لكل من السيدة فاطمة الزهراء ( ع) أو لبقية أئمة الهدى من أهل بيت النبوة! و الواقع إن السيد المهري قد ذهب بعيدا في تخوفاته إذ من الناحية المبدئية الصرفة لا يوجد مسلم واحد يشتم السيدة الزهراء و لا أي إمام آخر!! لأن ذلك خارج سياق أي تصرف إيماني ومن يفعل ذلك فقد باء بغضب الله و سخطه ? فما هو الداعي لأن يشتم مسلم الصحابة أو الأئمة ? إنها مخاوف و تبريرات لا معنى لها و لا موضع لها من الإعراب أبدا في عالم المسلمين !! , وبصرف النظر عن هذه المسائل الصغيرة و التي لا تفسد للود أي قضية نتطلع مخلصين إلى بيان ثوري حاسم من سماحة السيد المهري يضع النقاط على الحروف ويفضح نظام القتلة في الشام الذين يسرفون في سفك دماء المسلمين , ليكون لذلك البيان فعل السحر في تشييد بنيان الوحدة الوطنية و الإسلامية, فهل سيفعلها السيد المهري و يفضح ببيان قاصم وحارق و خارق ألاعيب و ممارسات و جرائم النظام السوري ? أم أننا نحلق بعيدا في عوالم الأحلام… نحن في انتظار “الفاكس” الموعود.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.