قبل سنوات اختلط الأمر على أحد الزملاء الصحافيين وأراد أن يرسل رسالة قصيرة إلى فتاة يعرفها، ولكنه أخطأ وبدلا من أن يرسل إليها «يا حياتي» أرسلها إلى هاتف أحد الوزراء.
المهم أن الوزير لم يرد طبعا، لأنه وبالتأكيد علم أن الرسالة لم تكن موجهة له، وبعد أيام التقى الزميل بالوزير في إحدى جلسات مجلس الأمة فنظر إليه الوزير قائلا: «يا حياتي.. ها؟» وانتهى الأمر بذكرى محرجة لزميلي، وقصة نتندر بها كلما اجتمعنا، لا أكثر ولا أقل.
****
شخصيا لا أعتقد أن أيا من الوزراء الحاليين يستحق أن يناديه أي من أفراد الشعب بـ «يا حياتي» ولا حتى بالخطأ، لأنهم وكما هو واضح لنا يقفون من كل القضايا الشعبية موقف المتوجس خيفة، بل موقف الرافض، وهو أمر مستغرب لحكومة يفترض أن تروج لنفسها شعبيا، بدلا من أن تعادي الشعب، خاصة أنها والمجلس شبه التابع لها خرجا من رحم ظروف سياسية لا أبالغ إن قلت إنها كانت ظروفا خطيرة جدا، وبدلا من أن تسعى الحكومة إلى تحسين صورتها نجدها تعمل وفق آلية «الأمور طيبة وحنا بخير»، بل وتعمل وفق نظام «البركة» وهو النظام الكويتي الذي عملت به كل الحكومات السابقة، ولم نكسب منه سوى تعطل التنمية وتفشي الفساد المالي والسياسي، وخلق بؤر أزمات سياسية لم يكن لها أدنى داع، وضرب الشعب بالشعب.
****
توضيح الواضح: وزير المالية لايزال مصرا على رفض أي مقترح يخص القروض، والحكومة ورئيسها يبديان تجاوبا تجاه هذه القضية، وهنا نحن أمام احتمالين إما أن وزير المالية «حكومة بروحه» أو أنه لايزال متأثرا من جراح الاستجواب السابق.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق