المعارضة أضعفت نفسها من خلال خطابها السياسي الإقصائي المتطرف.. لذا لا يعوّل عليها في بناء مشروع وطني ما دام محورها قائما على الفرد لا على الجماعة.
المعارضة، أو ما اصطلح على تسميتهم بالمعارضة، تحتاج الى ان تتصالح مع الشعب، فهي ليست بحاجة الى ان تتصالح مع السلطة، على اعتبار ان السلطة في الكويت لم تنجح في تفكيك المعارضة، لانها لا تملك رؤية واضحة تجاه كثير من الاحداث المحلية فضلاً عن توجيه مسارات العمل العام، وبالتالي تفتقد الاستراتيجية نحو كثير من المستحقات الوطنية، ولنا في ذلك وجهة نظر سنتناولها في مقالات لاحقة.
ان ما فكك المعارضة واضعفها هي المعارضة نفسها، فخطابها الاقصائي وتعظيم الأنا وحصر معارضتها للصوت والصوتين دون ما يفترض مواجهته من مستحقات وطنية ملحة تستدعي الفزعة الوطنية لانقاذ البلاد من وحل الفساد، فكثير ممن اعرف من الوطنيين الصادقين رأوا في نار السلطة أفضل من الوقوف مع جنة معارضة تسلقها كثير من الانتهازيين والمخادعين ممن يمتهنون بنجاح مهنة وكيل الحرب.
فالمعارضة الوطنية هي الاقرب لنبض الشارع، وهي الاجدر بتصويب العمل العام ان اتبعت مجموعة من الاجراءات في تدارك أخطائها ولعلها في اقصاء بعض حراكها وفصل تحركاتها عن تحركات بعض نواب الريموت كنترول ممن أضر المعارضة في المرحلة الماضية أوجد بصيص أمل ان في القوم فيهم تالي (عرج ينبض) يمكن ان يصلح لان يكون اجماعاً وطنياً يمكن البناء عليه، ومع هذا الامل الا اننا لا نرى مشروعا وطنيا ينقل البلاد من حالة الجمود السلبية ولا يمكن ان يعوّل على ما اصطلح على تسميته بالمعارضة المبطلة ان تقدم ما يحقق أدنى درجات الاجماع الوطني عليه، فضلا عن تحقيق الاجماع الكامل، لان علتها ببطنها والازمة بداخلها متراكمة وتجنح الى الشخصانية في الطرح والرؤية والهدف لان محورها يتركز على الفرد لا على الجماعة.
تخيلوا فقط لو ان المعارضة تجاوزت حفرة الصوت والأربعة أصوات ودفعت مشروعها نحو ما يحقق بناء المؤسسات واستكمال توفير الضمانات الدستورية نحو الحكومة الشعبية، وابتعدت عن خلافات بعض الشيوخ ومعاركهم وحددت اهدافها نحو اقرار قوانين الجمعيات السياسية وقانون كشف الذمة المالية لكل مسؤول يتصدر منصبه العام وزيرا أو نائباً أو وكيلاً لوزارة حتى منصب مدير، وقانون استقلالية القضاء وحق مخاصمته وقوانين الشفافية، واعتبرت ان كل خطاب أو رأي يطرح وفيه نفس طائفي أو قبلي او فئوي او أي خطاب إلغائي لا يمثلها وتعتمد خطاباً محترماً ليس فيه سب وتحريض ولا شتم للناس وتوجتها بالمشاركة بالانتخابات وفقاً لتلك الأجندة الوطنية، فماذا سيحصل؟
سيدعم الناس هذا المشروع الوطني والذي سيكون هو المعيار الوحيد نحو تأييد كل من يرفع شعارات هذا المشروع.
. والله المستعان.
خضير العنزي
aldomatha@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق