الحشاش: من ظننتهم أصدقائي سرقوا أفكاري وطبّقوها

يعيش الكاتب عبد العزيز الحشاش في نشاط فني متوهّج بعد انتهائه من كتابة مسلسله الدرامي الجديد «أشوفكم على خير»، محاولاً إدخاله سباق الأعمال الرمضانية، خصوصاً أنه ما زال يحاول مع المنتج اختيار فريق العمل من ممثلين ومخرج.

 الحشاش كشف في حوار مع «الراي» عن أنه تعرّض لسرقة أفكار أكثر من مرة على يد أصدقائه، لكن مع ذلك فهي تدفعه إلى الضحك كونها ظهرت مشوّهة وحققت فشلاً ذريعاً على الشاشة. كما أعلن عن ترحيبه بجميع الممثلين سواء كانوا نجوماً أم «كومبارس» في أي وقت، لكنه أكد على رفضه إقحام شخصية لا دخل لها من أجل فنان خلال كتابته للنص، أو تلميع دوره أو حتى منحه مساحة أكبر لا تستحقها الشخصية، داعياً الفنان الذي يبحث عن كاتب «يظبطه» إلى الذهاب لغيره. وخلال الحوار الصريح، تحدث الحشاش عن جديده التلفزيوني، المسرحي، وعن تجربته في الكتابة السينمائية، والسبب الذي منعه من كتابة نص درامي يجمع سعاد عبدالله وحياة الفهد، وأمور أخرى عديدة منها نيّته دخول مجال التمثيل التلفزيوني، وفي ما يأتي تفاصيل اللقاء:

 • حدثنا عن جديدك مسلسل «أشوفكم على خير»؟

 – هو مسلسل اجتماعي درامي كوميدي من إنتاج مازن عيّاد من المفترض أن يدخل سباق الأعمال الدرامية الرمضانية، وتدور فكرته حول طموح الإنسان وكيفية الوصول السريع إلى الهدف مع بذل مجهود، وأيضاً من دون بذل مجهود، وذلك من خلال قصة امرأة في الأربعينات من العمر، تكمل تعليمها المسائي إلى أن تحقق هدفها، لكنها تواجه عقبات، وبناء عليها أبني عليها أحداثاً درامية كثيرة. والمسلسل برمّته يعتمد على ست شخصيات رئيسية، تكون المحرّك الأساسي لجميع الأحداث، لذلك البطولة فيه ليست مطلقة لأحد. وإلى الآن لم يتم اختيار الممثلين المشاركين بشكل نهائي.

 • ألا ترى أن الوقت بدأ يداهمكم في اللحاق بالموسم الرمضاني؟

 – سنبذل قصارى جهدنا كي نتواجد من خلال المسلسل، وبالنسبة إليّ في حال عدم تمكننا من ذلك لن أشعر بالإحباط ولن أعتبر نفسي مغيّباً عن الشاشة لأن أعمالي «غريب الدار» و«حلفت عمري» ما زالت تعرض إلى يومنا هذا.

 • وماذا عن جديدك المسرحي؟

 – سأتواجد من خلال مسرحية للأطفال في عيد الفطر، تم اختيار معظم نجومها، لكن سأعلن عن تفاصيلها في الوقت المناسب.

 • هل صحيح أنك تخوض تجربة كتابة فيلم سينمائي؟

 – نعم، فقد انتهيت من كتابة أول فيلم سينمائي معتمداً على طريقة «ستوري بورد» متّبعاً التقنية الأميركية، ويحمل طابعاً سيكولوجياً ممزوجاً بالرعب والدراما. وهو لون جديد ويعتمد على عدد قليل من الشخصيات، سيتصدى لإخراجه سلطان خسروه، ومن المفترض البدء بتصويره مع نهاية العام الحالي. أما الفيلم الثاني، فسأشرع بكتابته فور الانتهاء من تصوير الأول، وسيكون شبابياً غنائياً كوميدياً يعتمد على عدد كبير من الشخصيات.

 • هناك اختلاف ما بين كتابة نص تلفزيوني وآخر سينمائي… أين ترى الصعوبة؟

 – طبعاً في النص السينمائي، لأنه عبارة عن قصة متكاملة غير متجزئة تعرض خلال ساعتين من الوقت، وهذا ما يتطلب مجهوداً وتركيزاً ووقتاً، على عكس النص التلفزيوني الذي يمكنني أن أتحايل فيه والمماطلة، كونه يعتمد على عدد كبير من الحلقات، التي من خلالها يمكنني أن أضيف أحداثاً فاتتني في السابق.

 • بين الفينة والأخرى تعلن عن انتهائك من مسلسل تلفزيوني أو إذاعي أو مسرحي… ألا تشعر بالتشتت وضياع الأفكار؟

 – أمتلك مكتبة كبيرة أضم فيها عدداً من النصوص التي قد بدأت كتابتها في السابق، لكنني لم أكملها بسبب خوفي من عدم إكمالها بطريقة ليست جميلة، ومع شعوري بعودة الحماسة والطاقة مجدداً إليّ أختار أحدها وأكمله، وعلى سبيل المثال نص «أشوفكم على خير» و«الدخيلة»، لذلك يعتقد الكثيرون أنني أكتب أكثر من نص في آن واحد.

 • هل تتوقع أنك ستنجح في الكتابة السينمائية؟

 – لا يمكنني التنجيم في ذلك الأمر، خصوصاً أننا لا نمتلك سوقاً سينمائية غير نشطة وكل المحاولات فيها فردية، لذلك سأعتمد على اختيار النجوم ليكونوا السبب في جذب الجمهور.

 • أين ترى نقطة الضعف في الكتابة لديك؟

 – ليست نقطة ضعف بقدر ما أراها عيباً، ومن الممكن أن يكون جميلاً. فعندما يتم عرض أي مسلسل لي، أرى أنه كان بإمكاني كتابته بصورة أفضل على الرغم من أنني قد منحته كامل الوقت وتعبت في كتابته.

 • ألا ترى أن هذا العيب يصنّف تحت بند عدم الثقة بالنفس؟

 – كلا، فهذا شعور الفنانين والمخرجين وكتّاب غيري أيضاً سواء في الكويت أم الخارج. فكل إنسان يعقتد أنه كان بمقدوره تقديم أفضل ما شاهد. مع ذلك، هناك أعمال قدمتها نالت إعجابي التام مثل «غريب الدار»، «خيوط ملونة» و«عيون الحب»، وفي المقابل هناك أعمال أشعر بأنها لا تشجعني لمشاهدتها مجدداً بسبب طريقة إخراجها مثل «رسائل من صدف» و«أيام الفرج» على الرغم من أنها نالت إعجاب الجمهور.

 • ما تقييمك لمسلسلي «حلفت عمري» و«غريب الدار»؟

 – مسلسل «غريب الدار» الذي تصدّى لإخراجه غافل فاضل ولعبت بطولته سعاد عبدالله من أجمل المسلسلات التي كتبتها وأعجبتني، كوني قدمت فيه فكرة جديدة بقالب مختلف تقبّلها البعض ورفضها الآخر. أما مسلسل «حلفت عمري» الذي ما زال يعرض حالياً على «mbc»، جمعني تلفزيونياً للمرة الثالثة مع الفنانة هدى حسين، وكان بوابة التعارف مع المخرج سلطان خسروه، فقد حقق نجاحاً ساحقاً أرضى طموحي وتم تقييمه كأحد أفضل خمسة أعمال عرضت خلال شهر رمضان الماضي.

 • هل تفضل عرض أعمالك داخل دورة رمضان أم خارجها؟

 – الأمر سيّان لدي، لأن الجمهور واحد والعمل الجميل سيفرض نفسه في أي وقت يتم عرضه، لكن بشكل عام فإن المسلسلات التي تعرض خارج دورة رمضان تأخذ فرصة أفضل للمشاهدة بتمعن وتركيز أكبر.

 • مَن المخرج الذي تمكّن من قراءة أفكارك؟ ومن الذي عجز عن ذلك؟

 – ثلاثة مخرجين استطاعوا قراءة أفكاري هم محمد دحّام الشمري، منير الزعبي وسلطان خسروه. أما أحمد دعيبس الذي تصدّى لمسلسل «رسائل من صدف» فشل في ذلك، وأعتقد أنه لو أسند إلى مخرج آخر لظهر المسلسل بصورة أجمل.

 • لماذا لم تبادر إلى كتابة نص درامي يجمع بين الفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد؟

 – لم تكن الفرصة سانحة حينها للكتابة، لكن هناك حديثاً عن كتابة عمل في المستقبل يجمعهما ولن أتمكن من الخوض في التفاصيل أكثر.

 • كم من الوقت تبقى متقمصاً لشخصياتك؟

 – أعامل شخصياتي على أنها أصدقائي من بداية كتابتها، فأتعايش معها طوال كتابتي للنص، وفور انتهائي أنسلخ منها لأعود إلى شخصيتي الطبيعية.

 • هل فكرت بخوض تجربة التمثيل؟

 – لا أحبذ الانخرط في التمثيل كثيراً، لكن هذه الفكرة واردة للتطبيق في المستقبل سواء كان المسلسل من كتابتي أم لغيري، بشرط أن أظهر بشخصيتي ككاتب مع تغيير اسمي الحقيقي. وسأكون على طبيعتي بعيداً عن التمثيل ملتزماً بالنص الذي أمامي.

 • ما السر وراء طلبك تغيير اسمك الحقيقي؟

 – لو تلاحظ أنني أرفض في كل كتاباتي إطلاق اسمي على أي شخصية، لأنني أشعر بأنها خطوة غير جميلة. إضافة إلى ذلك، يمكنك أن تلاحظ أيضاً أنه من النادر أن أكرر الأسماء التي أختارها للشخصيات، إذ إن الاختيار لكل شخصية يتم بحسب أبعادها الثلاثة.

 • هل تفرض رأيك في أسماء الفنانين المشاركين؟

 – عند كتابتي لأي نص أحاول ألا أضع أسماء معيّنة في بالي، لكن الحدث نفسه يفرض عليّ أسماء فنانين، فأطرحهم على المنتج والمخرج، فإن تمت الموافقة عليهم يشاركون وهكذا. وللعلم من كثر الأعمال الدرامية يتم وضع أربعة أسماء احتياط من الفنانين لكل شخصية.

 • هل ترى أن هذا الكم الهائل من النصوص الموجودة في الساحة في الموسم الواحد ظاهرة صحّية؟

 – كلا طبعاً، هي ظاهرة غير صحّية، والمستفيد الأول والأخير كل منتسبي الوسط الفني، أما المشاهد فيصاب بالتشتت وعدم التركيز. لذلك، أفضّل أن نكون مقلّين بالأعمال ونحصل على فائدة للطرفين.

 • ألا ترى أن بعض الفنانين يتملقون عبدالعزيز لدى جهوزية أي نص لديه للحصول على دور؟

 – هذا الأمر يحصل وطبيعي، لكنني أرحب بالجميع سواء كان نجماً أم «كومبارس» في أي وقت، فنحن نكمّل بعضنا البعض ومن حق الفنان أن يبحث عن دور يناسبه. وشخصياً أرفض إقحام شخصية لا دخل لها من أجل فنان خلال كتابتي للنص، أو تلميع دوره أو حتى منحه مساحة أكبر لا تستحقها الشخصية، فتراني أتعامل معهم بذوق وأدب، كوني أنساق خلف النص ككاتب وأخضع للنص، لذلك أقول للفنان الذي يبحث عن كاتب « يظبطه» فليذهب إلى غيري.

 • كيف تتعامل مع الذين يتكلمون عنك بالسوء؟

 – لست من الذين يستمعون لما يقال، كوني مؤمناً بالطاقة الإيجابية، لذلك أحيط نفسي بكل الأشخاص الإيجابيين، وأقطع علاقتي بكل من هو سلبي، لأنني أمتلك طموحاً أريد تحقيقه وهو حق مشروع.

 • من الفنان الذي قد ترغب في كتابة قصة حياته كمسلسل درامي؟

 – الفنانة حياة الفهد، لأنها قصة تستحق الكتابة، خصوصاً بعدما سمعتها، ناهيك عن كونها فنانة استثنائية جمعت بين الكتابة والتمثيل تمتلك مخزوناً من القصص والحوادث والمواقف والدروس، وأشعر بأن الدنيا قد علّمتها الكثير. إضافة إلى ذلك، فهي تعتبر رمزاً كبيراً من رموز الفن الكويتي من دون التقصير من قيمة بقية الفنانين.

 • هل تعرضت لسرقة الأفكار؟

 – نعم لأكثر من مرة، وللأسف من ظننتهم أصدقائي هم الفاعلون، فسرقوا أفكاري وطبقوها، والسبب معاملتي الطيبة، ما يدفعني إلى البوح من دون شعور بأفكار وقصص أعمالي. لكن مع الأيام أتفاجأ بها تعرض على شاشة التلفاز، مع ذلك فهي تدفعني إلى الضحك كونها ظهرت مشوّهة وحققت فشلاً ذريعاً.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.