كم جريمة قتل علينا ان نشهد حتى نرى القصاص الرادع؟ ما نشاهده هو تمييع للقضايا ووساطات ومحسوبيات.. أليس هذا التباطؤ استهانة بالقانون؟
جرائم القتل والتعدي على الأرواح، والتي باتت أخباراً معتادة من كثر تكرارها، والتي أصبح البطل فيها شبابنا للأسف، تعدتنا ووصلت الى بلدان خليجية مجاورة. فمنذ فاجعة الدكتور جابر ونحن نطالب بالقصاص وسرعة التنفيذ، وهذا حتى يتم تطبيق حكم الله في الأرض وتطبيق العبرة منه وهي اعتبار الغير من قتل النفوس من غير وجه حق.
في جنوب أفريقيا، وهي الدولة المرتفعة فيها نسبة الجرائم، استنفرت من بعد مقتل الفتاة على يد صديقها بطل الأولمبياد المعاق في بداية هذا الشهر، وأصبح خبر محاكمته يذاع يومياً على محطات الإذاعة الدولية بشكل يعكس مدى استنكار هذا الفعل والمطالبة بتطبيق القصاص.
لنا في القرآن والقصاص القرآني عبرة، بل وهناك سورة في القرآن سميت على حادثة قتل وهي سورة البقرة. والتي يوضح فيها سبحانه عظم هذا الجرم وضرورة تنفيذ القصاص فيه لتطبيق عدله. فما بالنا ونحن عاجزون عن تطبيق حكمه وسرعة تنفيذه؟
في حوار جانبي لي مع أحد النواب، الذي سألته عن مدى سرعة تنفيذ محاكمة قاتل د. جابر، أفاد بأن مجرى القضية ماض وانه يجب ان تأخذ وقتها للابتعاد عن الظلم الناتج عن العجلة! سؤالي للنائب الفاضل وغيره من المتباطئين في تنفيذ المحاكمات: كم جريمة قتل سنشهد حتى نرى القصاص في جريمة شنيعة اقشعرت لها الأبدان، تم فيها قتل نفس بريئة في وضح النهار وهناك من الأدلة ما يثبت ملابسات الجرم بوضوح، وقد انقضى عليها أكثر من 3 أشهر من غير ان نسمع عنها خبراً؟!
ما نطالب به ليس الظلم أو التعسف أو العجلة من غير تدقيق ولكن ما نطالب به هو خلق الرادع من قبل سرعة تنفيذ القانون والإعلان عن سير مجريات القضية لتكون عبرة وحتى لا يؤخذ هذا التباطؤ ويفسر من قبل الشباب بأن القانون مستهان به وغير مطبق.
ما نشاهده اليوم هو نتيجة طبيعية لتسيب «الداخلية» في القيام بواجباتها وانتشار الوساطات والمحسوبية بها، ونتيجة طبيعية أخرى لتضخم القضاء بالقضايا والإطالة بالبت والحكم فيها، ولكن ما هو ليس بطبيعي زهق الأنفس واستباحة الأرواح من غير وجه حق.
عالية فيصل حمود الخالد
@afh_alkhaled
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق