متابعة المباريات الرياضية، وتحديدا مباريات كرة القدم الأوروبية والانكليزية منها بشكل خاص، «متعة واعصاب» و«سرور وحزن» و«صراخ وسكوت»، ولعل هذا هو شأن متابعة الاحداث السياسية عندنا ايضا.
فبعد الانتخابات الاخيرة، توقع كثيرون ان المجلس الحالي سيتلافى سلبيات المجلس السابق، وسيواصل دوره التنموي بشكل افضل، ولكن خاب ظن بعضهم، حيث رأى ان «عنبر اخو بلال» كما يقول المثل الكويتي، وان المجلس الحالي يسير بالخطوات السابقة نفسها.
فالاستجوابات مثنى وثلاث ورباع، والتوتر السياسي مستمر، وان كانت هناك استفادة من التجارب السابقة فهي لجوء المجلس الحالي الى تأجيل الاستجوابات الى مواعيد اخرى، وهي لعبة سياسية سبقته إليها مجالس سابقة وهو يستفيد من ذلك اليوم.
أما معارضة مجلس 2012 المبطل، فهي تعيش عالمها الخاص وبطريقة «مجلس امة القطاع الخاص»، فهي تخطط وترسم استراتيجيات طويلة وقصيرة المدد، وتجتمع ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، وتؤلف فرقاً ولجاناً، ولجاناً فرعية من اللجان الام، وتشكل مكاتب سياسية وتعطي كل واحد دوره.
كل ذلك يحدث وهم مجتمعون في «الديوانية»، ومن لا يعجبه يمكنه الخروج من هذه «الديوانية» الى «ديوانية» اخرى وهلم جرا. وبين هذين المجلسين «الحالي» و«السابق» ينتظر المواطن المجلس «المقبل» لعل وعسى يستطيع ان يحقق «اهدافاً» جديدة، وهو الشعور نفسه الذي يتابعه مشاهدو المباريات الرياضية الذين، وبعد طول انتظار وصبر وصراخ، يبتسمون اذا حقق فريقهم «هدفاً» جميلاً والا فإنهم سيقومون من الديوانية «مفلسين» حيث لا «هدف».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق