ذعار الرشيدي: الوزير «راجو» ووكلاؤه

قبل سنوات قام أحد الوزراء بتعميم نشرة داخلية تم توزيعها على جميع قطاعات وزارته وتحوي رقم موبايل، وجاء في النشرة أن كل من له مطالبة أو شكوى او ملاحظة عليه أن يرسلها إلى رقم الموبايل المرفق بالنشرة. سنوات مرت ولاتزال النشرة موجودة ولايزال بعض موظفي تلك الوزارة يحتفظون بالرقم، ويتندرون حولها إذ ان بعضهم أرسل رسائل تحوي فضائح عن قطاعاتهم ولكن لم يتلقوا أي رد، بالأمس حادثني قيادي في الوزارة وقدم لي الرقم قائلا: «اتصل عليه شوف منو يرد»، اتصلت على الرقم ورد علي بنغالي يدعى «راجو»، ولم اطل المكالمة مع السيد راجو ولكنني سألته منذ متى وهو يمتلك الرقم فأجابني منذ عام، أما لماذا لم اطل معه في المحادثة كون لغته العربية تشبه إلى حد كبير لغتي البنغالية. بالإضافة إلى أنه أزعجني بتكرار سؤال: «انتا سنو يبي؟»، المهم أنهيت المكالمة بعد ان علمت ان الرقم الذي كان يملكه وزير يملكه الآن سائق بنغالي واغلب الظن انه يعمل سائق توصيل طلبات لمطعم نجمتين.

***

الوزير الذي يبحث عن الشفافية في وزارته لا يفترض ان يبحث عنها بواسطة رقم هاتف، بل يجب عليه ان يقف على مكامن الخلل في وزارته، فأسرار وزاراتنا مكشوفة، وعلى الوزير الذي يسعى فعلا للإصلاح أن يدخل وزارته من الأبواب الخلفية وأن يفتح جميع ملفات المناقصات المتعلقة بوزارته خاصة تلك التي تمت في عهد من سبقه، وسيكتشف أي خلل يسكن وزارته، هنا لا أتحدث عن وزارة معينة، ولا أقول بعض الوزارات، بل كل الوزارات والهيئات الحكومة وشركاتها، الأمر لا يكلف الوزير سوى 24 ساعة ليعرف مكامن الخلل في وزارته، مشكلة أغلب الوزراء أنهم يعتمدون على اجتماعتهم بالوكيل والوكلاء المساعدين لمعرفة أحوال الوزارة ومن الطبيعي أن يكون الرد «ورديا».. «حالما» وينتهي الاجتماع بـ «كل تمام يا أفندم»، لن يقول لك أي من الوكلاء يا معالي الوزير عن الخلل، بل سيصورون لك وزارتك بأنها أفضل وزارة بتاريخ البشرية، يخبرونك بما تريد أن تسمعه أنت، بل سيخبرونك بما تحب أن تسمعه، أما إذا أردت الحقيقة فعليك أن تذهب لها لا أن تنتظر أن تأتيك على ألسنة القياديين.

***

توضيح الواضح: الحقيقة لا تطرق بابك.

waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.