فؤاد الهاشم: .. «اللي عمره ما شافش.. اللحمة»

اعتاد المرحوم – بإذنه تعالى – الشيخ «جابر العلي» وزير الاعلام الاسبق، ان ينزل من سيارته امام مبنى «الصحة المدرسية» الواقع على الطريق العام في ضاحية «عبدالله السالم» ليكمل طريقه الى مكتبه في وزارة الاعلام.. سيرا على الاقدام ولمسافة تصل الى حوالي كيلومتر! قال لي – ذات يوم – ونحن نتناول طعام الغداء – انا وهو فقط – في سرداب منزله بمنطقة «الجابرية» وكان عبارة عن.. «صبور مشوي وعيش مشخول ابيض»، ان «اسوأ عادة ادمنها هي عادة المشي.. اليومي»!! يقول عنها انها «الاسوأ» ليوضح لي بعدها قصده كونه لا يستطيع ان يتجاهل ممارسة هذه الرياضة حتى وهو في عز مشاغله! المرحوم «بوعلي» اول كويتي مارس هذه الهواية – التي يمارسها عشرات الآلاف من الكويتيين كل يوم في كل مكان – وكان ذلك في بداية السبعينات عندما روج لها في احاديثه الصحافية والخاصة في مكتبه بمجمع «النقرة الشمالي»! مازحته – ونحن نأكل الصبور المشوي والعيش المشخول – وقلت له: «وين.. المحمّر والمشمر، وين المعجنات والحلويات وكل ما هو آت»؟ فضحك كثيرا وقال: «تبي يطلع لك.. كرش؟ اياك والكرش»!! وقتها – ايام التسعينات – كانت كلمة «كرش» غير موجودة في.. قاموسي!! المرحوم – بإذنه تعالى – «بو علي» تمتع بلياقة بدنية عالية، ومن لا يعرف تاريخ ميلاده، لم يكن يعطيه عدد سنوات بأكثر من.. الخمسين في احسن الاحوال! حزنت كثيرا لوفاته – بعد ستة او سبعة اشهر – من لقائي الاول والاخير معه في بيته، ولو كان بيننا الى اليوم، لتغير وجه الاعلام الكويتي تماما، ولما احتجنا الى «ستة عشر الف مليون».. وزير اعلام تعاقبوا على كرسيه بعده!! انا من الد اعداء الرياضة «التقليدية في هذا الزمن» وهي – على سبيل المثال – «كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة والمصارعة الحرة والمصارعة اليابانية ورمي الجلة ورفع الاثقال والجمباز»، لكنني احب الرياضات التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الخلفاء من بعده، وهي.. «السباحة والرماية وركوب الخيل»! ايام «الشباب»، كنت اقطع المائة متر سباحة في اقل من دقيقة، وفي الرماية استطيع اصابة «سيجارة» من مسافة «50 مترا» ثم تلقيت تدريباً خاصاً عام 1992 على إطلاق النار من مسدس في ميدان رماية تابع لوزارة الداخلية بعد تهديدات بالقتل!، اما ركوب الخيل، فنظريتي – حتى الآن – هي.. «اعطني حصان مسلم البراك الابجر وانا امتطيه – على نفس واحد – حتى حدود الاردن أو.. يسقط ميتا، ايهما.. اقرب!! اعطني رواية «الحرب والسلام» – وهي من الف صفحة وكتبها الروسي المبدع «الكونت ليف نيكولافيتش» الشهير بـ«تولستوي» – لأسهر على قراءتها ثلاثة ايام بلياليها ومستمتعا بكل دقيقة منها – لكن.. لا تقل لي.. «روح العب كرة قدم لعشر.. دقائق»!! اكتشفت متأخرا – وللاسف الشديد – ما اكتشفه المرحوم «جابر العلي» قبل اكثر من اربعين سنة، وقررت – منذ 12 شهرا فقط – ان امارس رياضة المشي.. كل يوم، فصارت «عادة بت غير قادر على تأجيل موعدها».. فتذكرت كلمات المرحوم «بوعلي» حول صعوبة ادمان امر ما.. حتى ولو كان شيئا جيدا!! في هبوطي ونزولي بعدد من المطارات – خلال رحلتي الاخيرة – لم اعد «فؤاد» الذي يبحث عن السلالم المتحركة الافقية حتى يستريح عليها، بل صرت ابتعد عنها وراغبا في.. المشي الذي اصبح لذيداً اكثر من.. «المحمّر والمشمر.. والحلويات والمعجنات»!! رحم الله الشيخ «جابر العلي» رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وكم هو «محظوظ وسعيد» من عاش زمن هذا الرجل والتقى.. به!
٭٭٭
.. تعلمت كتابة التغريدات منذ حوالي عشرة أيام فقط! فانطبق علي قول أهل البادية: «عنز بدو وطاحت بـ.. مريس»، واصل المثل ان بدوياً كان يملك «عنزة» قدم لها – ذات يوم – «المريس» وهو «الإقط» أو اللبن المجفف – فأعجبها فلم تعد ترضى بـ «الجت» أو «الشعير»، وصارت ترفس بقدمها وتنطح برأسها طالبة.. «المريس»، ويقابله – في الأمثال الشعبية المصرية – «عمره ماشاف اللحمة، وشاف فخوذ كيم كورداشيان.. وإتهبل»!! المهم، كتبت تغريدة عبارة عن اقتراح «لحكومة دبي» ملخصه.. «اقامة خط تلفريك بارتفاع مائة متر – أو أقل – من المطار الى كل اسطح فنادق الدرجة الأولى هناك، من برج العرب الى زعبيل الى اتلانتس.. وغيرها»!! وتحقيق ثلاثة اهداف: الأول: معلم سياحي، الثاني: تخفيف الزحام على الطرق، الثالث: دخل مالي اضافي للإمارة!! مغردة كويتية لم يعجبها ما كتبت وردت قائلة: «لماذا لا توجه اقتراحك هذا لبلدك وحكومتك الكويتية»؟! معلومة – للمغردة وللقراء – يعود تاريخها الى عام 1983 – اي قبل ثلاثة عقود – عندما كنت متوجها الى منطقة «الخيران»، وفي منتصف الطريق – وبالقرب من موقع «ماكدونالدز» الحالي، شاهدت مواطناً مسناً دخل عدة امتار بعيداً عن الشارع، وقد رفع دشداشته واختفى نصفه خلف «التاير الأيمن المواجه للبر»، وكان في وضع «المبوبزة».. ويقضي حاجته! اقترحت على حكومة الكويت – في اليوم التالي – في سطور نشرتها في «الوطن» – ومن ضمن المواضيع القديمة التي تنشرها الجريدة حالياً – ناشدت فيها حكومتنا الرشيدة أن تبني «دورة مياه على هذا الطريق للمسافرين الى خارج الحدود وغيرهم»، وواحدة اخرى – تقابلها – للقادمين الى البلاد، تتكون من «مرحاض وسيفون» بمساحة متر ونصف في متر ونصف، وقد سألت مقاولا ايرانيا عن تكلفة هذه «المنشآت» فقال «انها لا تزيد على ثلاثمائة دينار.. للمرحاض الواحد» اي ما يعادل ستمائة دينار فقط لا غير تدفعها حكومة غنية يدخل عليها صباح كل يوم خمسين مليون دينار – في ذلك الزمان – ومن اجل ان لا يضطر مواطن «شايب» لان.. «يبوبز» ويقضي حاجته على.. الطريق السريع!!. مرت ثلاثون سنة، ولم تستجب الحكومة لاقتراحي، فكيف تريد – المغردة – ان اقترح بناء «شبكة تلفريك» تربط مطار العاصمة الكويتية بالفنادق وتتكلف مائة مليون دولار دون ان يحاول حرامي من التحالف الوطني.. سرقة ثلاثة ارباع تكاليفها؟!.
٭٭٭
.. من روزنامة «العجيري»:
لا تلتمس من مساوي الناس.. ما ستروا
فيكشف الله سترا عن.. مساويكا!
.. واذكر محاسن ما فيهم إذا.. ذكروا
ولا تعب أحدا منهم بما.. فيكا!!.
.. «يا سلام، كلام جميل، عاقل بيحكي.. مجنون.. عم.. يسمع»!!

فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.