بكل فخر.. احتفلت الجمعية الثقافية النسائية باليوبيل الذهبي لعطاء نسوي متميز على مستوى الخليج والعالم العربي.. عطاء على المستوى المحلي داخل الكويت، وعربي بدا منذ بداية الستينات وامتد إلى اليوم.
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور هذه الجمعية في كل الأحداث التي شهدتها الكويت، ودعمها للمرأة والسعي لتحقيق وإنجاز كل ما يدعمها ويعيد لها حقوقا حجبت عنها بسبب غياب تشريعات أو غياب الرغبة في ذلك.. وتشهد على ذلك الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والمهرجانات التي قامت بها الجمعية الثقافية ممثلة في النساء اللاتي تتابعن على مجالس إدارتها منذ التأسيس حتى إعادة نهضتها مرة أخرى بعد كارثة الغزو العراقي للكويت، حين دمّر كل شيء داخل الكويت.. واستمرار العطاء مثل السابق وأكثر.
وقد أقيم حفل بهذه المناسبة حضرته فعاليات نسائية كثيرة، عدد كبير منها يختزن في داخله عطاء وخبرات.. للأسف غابت عن الجو العام، ولازمت البيت لمجرد أن دورها في المكان الذي كانت تعمل فيه انتهى بقرار إنهاء خدمات أو انتهاء فترة مرسوم أو إحالة للتقاعد.. وهذا موضوع سأتطرق إليه بشيء من التفصيل في الأيام المقبلة.
ولفت نظري في إطار برنامج الحفل الذي تميّز بالبساطة والرقي خلوّه من ذكر تاريخ الجمعية بشيء من التفصيل، وذكر الأدوار التي قامت بها كل مجالس ادارات الجمعية السابقة وانجازاتها، اضافة الى ذكر من غبن عن هذا العالم وتوفاهن الله.. ومن لازمت بيتها لسبب أو لآخر.. وكان لهن دور مهم في بدايات عمل الجمعية في الستينات عندما كان عمل المرأة وعطاؤها خارج مؤسسة الأسرة شيئا غير عادي.
كنت أتمنى أن أقرأ أسماء هؤلاء السيدات وإنجازاتهن في إطار عمل الجمعية منذ تأسيسها، ولو باختصار، والمرور على الدور الرائع الذي قامت به المرأة الكويتية في التطورات التي حصلت في العالم العربي والنشاط الذي كان كخلية نحل في أرجاء الجمعية تلك الأيام.. وذكر من كان يقف وراء كل تلك الإنجازات.. فرائع جدا أن يكون عطاء وإنجاز كل مجموعة من نساء الكويتيات امتدادا للذي قبله.. لأننا نفخر بكل امرأة كويتية أعطت من وقتها وجهدها.. من دون مقابل.. وهو ما تتميز به هذه الجمعية النسائية كغيرها من منظمات المجتمع المدني.. لأن كل من عمل بها منذ عام 63 وحتى 2013، كان عبارة عن عطاء متجرّد من أي مردود شخصي.. وهذا -حقيقة- ما يدعونا للفخر.
ألف شكر لكل من ساهم في هذا الحدث الذي يسجل لتاريخ الكويت.. سواء بالجهد الشخصي والذاتي أو بالدعم المعنوي والمادي.. ولكن الاحتفال باليوبيل الذهبي يعني احتفالا بجهود امتدت خمسين عاما، وليس عشرة أعوام أو عشرين سنة فقط.. وهذه السنوات الخمسين كانت تقف وراءها أسماء فرضت نفسها على تاريخ المرأة في الكويت.
مرة ثانية، شكرا.. وإلى الأمام، وإلى مزيد من العطاء الذي يشرف تاريخ المرأة الكويتية.. بدءا من أول رئيسة للجمعية، وهي دلال المشعان، ثم لولوة القطامي، وبعدها عادلة الساير، وأخيرا شيخة النصف.. فكل واحدة منهن تقف الى جانبها عشرات الأسماء المعطاءة، التي لم تبخل على وطنها ومجتمعها بشيء.. إلا وقدمته.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق