يقف أمامي رجل ومعه 3 نساء يقمن بحمل الكراسي وسحبها في أحد المقاهي، وهو يقف بجسده العريض ينفخ ويصرخ عليهن “يالله بسرعة أحضروا الكراسي”، ومن المثير للسخرية أنه يصادف اليوم العالمي للمرأة 8 مارس.
شكراً أيتها المرأة على هذا الإذلال الذي تغلغل إلى روحك، وأصبحت خادمة لرجل أجاد التحكم بك، وأجدت الخضوع له كماشيته، عزيزتي المرأة لن يكون لك يوم تستحقينه إن لم تكافحي لكرامتك، وأنت أيتها الأم حان الوقت لتقفي في صف ابنتك بدلاً من معاملتها بدونية فقط لجنسها، وحان الوقت لتعلمي ابنتك أن تحب نفسها وتفتخر أنها امرأة بدلا من تكسيرها وتحجيمها بأمثال قديمة هي أصلاً تسعى لكسرها.
عزيزتي المرأة تبدأ المشكلة بك حين لا تحبين نفسك ولا تقدرينها ولا تتعاملين معها بحب، أحبي نفسك, أحبي حقوقك، وقومي بواجباتك على حد سواء، تأكدي أنك لم تخلقي لتكوني خادمة، خلقت لتكوني نصف مجتمع، وخلقت لتكوني الوردة بين الأشواك.
أنت العطر وأنت رمز الجمال في الحياة، وأنت الإبداع والقوة والضعف فقط إن أردت ذلك لنفسك، الحقوق لا تأتي على طبق من ذهب إنما يجب أن تحاربي للحصول على حقك واحترامك.
لا ننكر دور جمعيات النفع العام التي لطالما طالبت بحقوق المرأة، ولكن بات دورها محصوراً ما بين الأمسيات المترفة والتصريحات البالية نفسها، نحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك، نحتاج إلى حركة مناهضة للعنف الذي يمارس على المرأة حول العالم بأسره، ونحتاج إلى حقوقيين يدافعون عنها، ونحتاج إلى وقفة جادة تطالب بالعدالة للمرأة في جميع جوانب الحياة والعمل.
ما زالت المرأة تتعرض للظلم في السلم الوظيفي، وفي جوانب عديدة، فما زالت المناصب القيادية والدبلوماسية حكرا على الرجال فيما عدا قلة من النساء تم تقليدهن مناصب مهمة، ولكن لم يتعد عددهن أصابع اليد الواحدة رغم كفاءة الآلاف من النساء في بلدنا.
الإصلاح يبدأ من الأسرة، ومن ثم مؤسسات الدولة التي فعلا تطمح إلى إقرار حقوق الإنسان، وليس الشهرة والإعلام فقط، ومن هنا أنادي جميع النساء في كل مكان ألا يفقدن الأمل في المجتمع وفي أنفسهن.
كل الحقوق بدأت بشعلة وانتهت بتحقيق الأحلام، لن أنكر دور الرائدات وما حققنه من أجل المرأة، ولكن ما زال هناك الكثير لنطالب به نحن اليوم.
قفلة:
أهدي باقة ورد إلى كل أم ربت ابنتها على الثقة وبأنها عنصر فعال في المجتمع، وعاملتها بدون تفرقة عن إخوانها، وباقة مسك وعنبر إلى كل أب عامل ابنته بحب وعدالة وثقة، فأنتم من تهيئون لنا العناصر الإيجابية والمهمة في المستقبل، لكم مني كل الحب والاحترام.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق