كم سعدت عندما سقطت من بين صفحات الجريدة التي أقرأها ورقة طبع عليها جدول فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي يتم بتنظيم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقرأت فيه فعاليات رائعة تساهم في تنمية مدارك الأطفال وثقافاتهم حسب المرحلة التي يمرون فيها.
هناك ورشة الكتابة للطفل ولقاءات مع كتاب كبار يتحدثون عن تجاربهم مع مسرح الطفل ومسرحيات وعروض لعرائس الأطفال وعروض لإضافة فعاليات أخرى تسعد الطفل وتنمي مداركه، وهذا بنظري إنجاز يسجل للمجلس الوطني الذي أتحفنا هذا العام بتميز في مهرجان القرين، وهذا يسجل لأمينه العام علي اليوحة، من حيث ضيوف المهرجان والندوات الرائعة التي واكبت التطورات والتحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية، والتي لا شك لها تأثيراتها المختلفة المباشرة وغير المباشرة على الكويت والمجتمع الكويتي.
وبما أن الفنانة الرائعة سعاد عبدالله هي مديرة المهرجان العربي لمسرح الطفل الأول، فإن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها من أجل دفع موضوع ثقافة الطفل في أولى سنوات عمره، حيث من المهم جدا انتقاء الكلمات التي يسمعها الطفل، وانعكاسها على سلوكياته، فلا ينبغي أبدا أن تجاز أي كلمة مخلة بالآداب، والابتعاد عن الصوت العالي والصراخ لإضحاك الأطفال، والابتعاد أكثر وأكثر عن أدوار التهريج التي يمارسها – للأسف – كثير من الفنانين والفنانات الذين دخلوا عالم الطفل لأسباب مادية بحتة، من دون أدنى دراسة لتركيبة الطفل النفسية، وكيفية التأثير عليه، ومردود وانعكاس أي كلمة أو حركة يسمعها أو يشاهدها.
جميل جدا أن نشعر بالاهتمام بالطفل، ولكن هذا الاهتمام يجب أن ينسحب على كل مجالات الحياة في الكويت، أن نعلمه كيف يحترم النظام، وكيف يحافظ على نظافة بلده ومكانه، وكيف يتعامل مع والديه ومدرسيه، كيف يكون أمينا ومخلصا، كيف يرفض الكذب والنفاق، كيف يحب بإخلاص، كيف يراقب ذاته من دون الحاجة إلى مراقبة خارجية، كيف يعرف أن يقول «لا» متى، وهذا كله بالطبع يحتاج إلى الابتعاد عن الازدواجية بين ما يتلقاه من معلومات، وما يراه من ممارسات داخل أسرته وفي الشارع.
كل ذلك يحتاج إلى تضافر الجهود بين وزارة التربية والجهات المسؤولة عن الطفل، ولكن بمجرد ما أن مهرجان الطفل الأول بدا بالكويت، فلعل وعسى أن يكون ذلك باكورة الاهتمام المرجو، فنحن في أمسّ الحاجة إلى جيل جديد يعرف معنى المواطنة والعمل بضمير، واحترام المسؤوليات، والأمانة بتأدية الواجبات، وهو ما نفتقده للأسف في نسبة كبيرة من الجيل الحالي.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق