اكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة والشباب المكلفون بتوصيات أولية الثقافة والفنون والآداب في المؤتمر الوطني للشباب أهمية الثقافة والفنون في تنمية أي دولة ان اجتمعت مع جميع أساسيات الحياة الحضارية.
واستهل المتحدث الرسمي لمجموعة أولية الثقافة والفنون والآداب مشعل المرجان جلسة الليلة الماضية من المؤتمر الوطني للشباب الذي يقام برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الفترة من 10 الى 13 من الشهر الجاري بتحديد آلية وضع التوصيات مشيرا الى عدة دراسات قامت بها المجموعة المكونة من خمسة أشخاص ومنها كتب عن التاريخ الثقافي في الكويت وعدة دراسات ميدانية لشريحة الشباب واستعراض تجربة ثقافية وهي تجربة دولة سنغافورة.
وأوضح المرجان ان التوصيات الخمس التي جاءت نتيجة لتلك الدراسات والتجارب هي “انشاء شركة مساهمة عامة يشارك فيها القطاع الخاص والحكومي والمجتمع لإنتاج الأعمال الفنية ذات البعد الثقافي والانساني والتوصية الثانية هي انشاء جامعة مخصصة للفنون والآداب بمشاركة بين القطاعين الخاص والحكومي لترتبط مع الجامعات العالمية في نفس المجال والثالثة تنص على إدخال المواد الفنية وتطوير الأنشطة الثقافية في المناهج الدراسية والرابعة اعادة النظر في آلية الرقابة المبعثرة وغير الواضحة والأخيرة بناء وصيانة البنية التحتية”.
وذكر ان للكويت نقاط قوى عديدة في المجال الفني والثقافي ومنها التاريخ العريق للثقافة في دولة الكويت ووجود جيل يستطيع الابداع والابتكار مشيرا الى ان هناك عدة مواد في الدستور الكويتي تحث على رعاية الثقافة والفنون ودعم البحث العلمي وأخرى تكفل حرية التعبير اضافة الى توافر الأموال لدعم هذه الأنشطة الثقافية وتوسعة نطاق نشرها واقامتها.
وتطرق الى “التهديدات” التي تمر بها الحركة الثقافية في الكويت ومنها انتشار التجاوب السلبي الاجتماعي والسياسي بين أوساط المجتمع بالنسبة الى المجال الثقافي بشكل عام وارتفاع شدة الرقابة على الأعمال الفنية وتهالك مرافق الثقافة وضعف الوعي عند المجتمع بأهمية الثقافة وخلو المناهج الدراسية من وسائل ومواد لدعم الفكر الثقافي ونشره واحترامه.
ومن جانبه أشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمبادرة سمو أمير البلاد بإقامة هذا المؤتمر “الذي يعطي للشباب حقه في المشاركة في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة له في شتى المجالات لاسيما الثقافية منها” معتبرا هذا التبادل في الآراء والنقاش في المجالات المختلفة نجاحا لثقافة احترام الآراء والشورى لاسيما ان من أولويات هذا المؤتمر الثقافة والفنون والآداب وهي خطوة كبيرة لعودة الثقافة الى رونقها في الكويت مجددا.
وأكد اليوحة تعليقا على التوصيات أهمية إدراج المواد الفنية ودعم الأنشطة الثقافية من المسارح التربوية وغيرها في التعليم “لأن بناء الإنسان هو العمود الفقري لأي مجتمع ولبناء الانسان يجب توافر وتوافق ثلاثة روافد هي الاعلام والتعليم والثقافة” موضحا انه بدون الاعلام والتعليم سيكون نتاج الثقافة ضعيفا “وهذا ما تعكسه التوصيات الناتجة من ملاحظاتكم انتم الشباب على الرغم من عدم تخصص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مجالي التعليم في المدارس والاعلام”.
وعن انخراط القطاع الخاص في مجال الثقافة ذكر ان استثمار هذا القطاع يعتمد على النتاج الفكري والابداعي للمجتمع الذي يتطلع الى جذب المستثمرين مشيرا الى دراسة توضح ضعف النتاج الفكري والثقافي في الوطن العربي خلال عام كامل مقارنة بإحدى الدول الأجنبية اضافة الى عدة عوامل اخرى منها أن تشدد الرقابة والتأثير السلبي لحرية التعبير يؤثران على استثمار القطاع الخاص في المجال الثقافي بشكل أوسع.
وشدد اليوحة على اهمية الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص في دعم الثقافة والفنون ذاكرا عدة تجارب ناجحة في مجال الثقافة مثل المسرح والانتاج الدرامي والموسيقى والمعارض الفنية المختلفة.
واضاف ان تردي وتهالك المنشآت الثقافية الحالية يشكلان عقبة كبيرة في دعم المبدعين والنشاطات الثقافية المختلفة مؤكدا اهمية الاسراع في تنفيذ المشاريع المزمع اقامتها لدعم البنية التحتية للثقافة في الكويت “لذلك تم تحويل مشروعين لمركزين ثقافيين للجنة العليا في الديوان الأميري لإنشائهما بأسرع وقت ممكن وهما المركز الثقافي الاجتماعي (دار الأوبرا) ومركز عبدالله السالم الثقافي”.
واشار الى عدة مشاريع في محافظات الكويت المختلفة ومنها الأحمدي والفروانية التي تم استلام أراضيها من قبل المجلس على ان يتم الانشاء فيها قريبا.
وقال ان “هناك نقطة مهمة يجب ان نسلط عليها الضوء وهي التنقيب عن الآثار والحملات الكبيرة التي تقام في الكويت والتي ادت الى اكتشافات عظيمة في الحضارة الانسانية وتاريخها في هذه البقعة من الأرض ومنها حضارة العبيد وغيرها التي للأسف يجهلها الكثير من الكويتيين” معترفا بعدة عوامل أدت الى ذلك منها ضعف التركيز الاعلامي على هذا المجال من قبل المجلس الوطني وعدم تطرق مناهج التعليم لتلك الحقب المهمة في التاريخ البشري للمنطقة.
وتطرق الى الفعاليات التي قام بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال العام الماضي والتي فاق عددها ال340 فعالية من معارض فنية وتشكيلية ومهرجانات وندوات وعروض مسرحية وشتى أنواع الفنون مشيرا الى ان الحضور الغفير لتلك الفعاليات يبشر بانتعاش الحركة الثقافية في الكويت ليستمر مبدعوها في العطاء والمساهمة الفعلية في تنمية وطنهم الكويت.
قم بكتابة اول تعليق