
في بلاط صاحبة الجلالة، «النهار» كتبت كلمات القدر، سطوراً حبّرها الليل، على صفحات تاريخ أعرق العائلات الأرثوذكسية في بيروت، عائلة لها من الارث السياسي والاعلامي والاجتماعي، ما كتب اسما بارزاً في عالمي السياسة والصحافة في لبنان، اذ ارتبط اسم تويني العريق بجريدة «النهار» البيروتية.
جريدة يومية سياسية، تصدر نهار كل يوم منذ عام 1933، حين أسسها جبران تويني، ثم تبعه نجله غسان تويني في نشرها، ومن بعده تولى الحفيد جبران، العمل على تطوير الجريدة، التي طالما تبنت من الرأي والفكر ما كلّفه حياته، التي اغتيلت في حادث سيارة مفخخة، ليكون بذلك من أبرز شهداء ثورة الأرز.
نائلة جبران تويني، رئيسة مجلس الادارة، ورئيسة تحرير جريدة «النهار» اليوم، صحافية حاصلة على الاجازة الجامعية في الصحافة، والدراسات العليا في المفاوضات والاستراتيجية.
نائبة تمثل مقعد الروم الأرثوذكس، في مجلس النواب اللبناني.
كانت حياة نائلة تطوي أيامها بين ارثين لا ثالث لهما، اذ نشأت بين حرية الصحافة وحنكة السياسة، في بيت عميد الصحافة اللبنانية، جدها لوالدها غسان تويني، والمحنك السياسي جدها لوالدتها ميشال المرّ، والدها الصحافي والنائب جبران تويني، ووالدتها رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المرّ.
هذا الارث الصحافي السياسي المشترك، وضع نائلة على المحك، لتجد نفسها مرغمة على المواجهة في بلد الطوائف والعصبيات، الا أنها في زحمة المواجهات، عبرت بحياتها صراع الطوائف في بلدها، لتقترن خارج الحدود، برجل من الطائفة الشيعية، في زواج مدني، لم يتعد خطّي الصحافة والسياسة، ليكون الاعلامي اللبناني مالك مكتبي، والداً لنجلها جبران.
اقتران نائلة بمكتبي، لم يكن غريبا على عائلة تويني، فقد سبقها بذلك جدها غسان، حين اقترن في الخمسينيات بجدتها الشاعرة الدرزية ناديا تويني، متحدياً واياها التقاليد.
يبقى التحدي، على مرّ العقود، سمة الحياة في عائلة تويني، وتبقى «النهار» تروي حقبة من تاريخ الصحافة والسياسة في لبنان، ومن اغتال جبران تويني، اغتال اسماً، انما يبقى لذاك الاسم روح لا تزال كلماتها تنبض بحروفها على صفحات «النهار».
مريم حسين مكي الجمعة
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق