ثمة حقل مثير في علم البيداغوجيا( علم أصول التدريس) يطلق عليه “التعليم التفاعلي أو التعاوني” أو الجماعي وهو ذلك النوع من التعليم الذي يرتكز على المبدأ التالي: الطلاب يتعلمون بشكل أفضل إذا كانوا مشاركين فعالين وبشكل شخصي في العملية التعليمية. فمهما كان موضوع الدرس اليومي فالطلبة الذين يتعلمون في مجموعات صغيرة مع أقرانهم مثلاً سيحصلون على معلومات أكثر وسيتذكرونها مدة أطول مما إذا كان يتم تقديم تلك المعلومات بشكل روتيني وتلقيني رتيب, إضافة الى ذلك, فوفق الكثير من البحوث التعليمية المعاصرة ستؤدي ممارسة التعليم التفاعلي في الفصل الدراسي الى شعور الطلبة بالرضا النفسي عن أنفسهم عما يؤدونه خلال اليوم الدراسي (المصدر سلافين- ويتمان- بتصرف). وفي هذا السياق نتمنى أن تطبق وزارة التربية عندنا آخر ما توصلت اليه دراسات وبحوث التعليم في العالم, فالتعليم التفاعلي, على سبيل المثال, يبدو لنا أكثر فائدة من التعليم التقليدي والمعتاد والذي لا نزال نطبق جانباً منه في بعض مدارسنا الحكومية!
إضافة الى ذلك, فمن خلال التعليم التفاعلي يستطيع المعلم طرح أو تصميم مشاريع تعليمية يتشارك أكثر من طالب في أنجازها خلال اليوم الدراسي. بل يمكن كذلك استخدام مشاريع تعليمية تستمر طوال العام الدراسي كالطلب من مجموعة من التلاميذ تصميم “موسوعة” لموضوع علمي أو أدبي معين أو التشارك في إنهاء مشروع بحثي يمكن لهم لاحقاً نشر نتائجه في مجلة المدرسة أو غيرها من المنشورات التعليمية المتوفرة للطلبة. وتوجد أساليب وأدوات تعليمية متعددة لا حصر لها ولا مجال لذكرها هنا يستطيع من خلالها الطلبة التعاون في العثور على الحلول المناسبة لموضوع علمي أو فلسفي أو أدبي معين.فالمحصلة الأخيرة من وراء حض الطلبة على التعاون والتشارك والتفاعل فيما بينهم وتبادل الافكار فيما بين بعضهم البعض هو حصولهم آخر الأمر على “تجربة تعليمية فريدة” من نوعها تطور من طرق تفكيرهم وتخرجهم من صندوق التفكير التقليدي المعتاد!
نتمنى أن يبدأ الأخوة والأخوات الأفاضل المسؤولين في وزارة التربية تطبيق بعض أساليب التعليم التفاعلي, ولو لفترة موقتة ومن شبه المؤكد أن النتائج التعليمية ستكون مبهرة, بل أن طلبة المدارس الحكومية أنفسهم سيستفيدون من هذه الطرق التعليمية المتطورة لأنهم بشكل أو بآخر سيحصلون على الثقة الشخصية الضرورية لمشاركة أفكارهم مع اقرانهم والاستمتاع كذلك بالاستماع لهم وقراءة و مناقشة أفكار أقرانهم, فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق