ذعار الرشيدي: يد القدر .. وخطا السلطة

مشكلة المعارضة الوحيدة أنها توقفت عن اللعب بواقعية، ففي خطاباتها نزعت الشرعية عن الانتخابات وعن مجلس الأمة وعن الحكومة، واعتبرت كل ما يجري خارج نطاق الشرعية الشعبية، وهذا خطأ كبير، كان عليها أن تتعامل بواقعية، فالمجلس شرعي حتى الآن، والحكومة تم تشكيلها وتسمية رئيسها وفق الأطر الدستورية والقانونية والانتخابات جرت دون عبث، وكان على المعارضة أن تتعامل وفق واقعية ما يحدث لا وفق ما تتمنى، وهذه هي أهم مشكلة تواجه المعارضة اليوم، لذا عليها أن تعيد ترتيب أوراقها بشكل يتواءم مع الواقع.

***

حتى الاتهامات التي بالملاحقة السياسية التي تطلقها المعارضة ضد السلطة التنفيذية، ليست دقيقة بمعناها الحرفي، رغم أن السلطة التنفيذية ارتكبت خطأ كبيرا في إمطار المغردين والكتاب ببلاغات للنيابة، بعضها تحول إلى قضايا وحكم بالسجن على أصحابها، والبعض تم حفظ قضاياهم وآخرون تمت تبرئتهم، حتى التعامل الأمني مع المسيرات كان خطأ، حتى وإن أشار البعض للحكومة إلى أن التعامل الأمني والقمع القاسي كانا سببا في تأخر المعارضة في المشهد السياسي، وسببا في اختفاء ظاهرة المسيرات، لأن المسيرات لم تتوقف بسبب القمع، بل كان أحد أسباب تنامي المسيرات هو القمع الأمني، ولكن المظاهرات توقفت فقط لأن المعارضة لم تقم بالتصعيد كما كانت تفعل سابقا، ويمكن لأي حادث «قدري» أن يثير الشارع من جديد، ودون تدخل ولا تخطيط من المعارضة ودون توقع من الحكومة التي تعتقد الآن أنها أحكمت القبضة على كل شيء.

***

الآن وقد بات كل شيء تقريبا بيد السلطة التنفيذية مع تراجع حظوظ المعارضة في الوقت الحالي، على الأولى أن تتعامل بدورها بواقعية، وأن تبادر دون ضغط من أي جهة لوقف ملاحقات المغردين والكتاب والمدونين، وأن تبدأ حملة عفو عنهم، فهم في النهاية أصحاب رأي وليسوا تجار سياسة ولا مهربي مخدرات ولا أباطرة مناقصات إسرائيلية ولم يستول أي منهم على مليار ولا مليون ولا دينار، الأمر رأي لا أكثر.

***

هدف مارادونا الشهير الذي سجله بيده في إنجلترا في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، أطلقت عليه الصحافة الأرجنتينية يومها «هدف.. يد القدر»، ويبدو أن المعارضة أحوج ما تكون اليوم إلى هدف يشبه هدف «يد القدر» حتى يمكن أن تستعيد شيئا من توازنها.

***

توضيح الواضح: لاعب منتخب الكويت السابق صلاح الحساوي، يجب أن يذكر كلاعب اسطوري أنجبته الملاعب الكويتية إلى جانب جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري، مشكلته أنه لاعب عبقري سطع نجمه في أسوأ مراحل الكرة الكويتية.

waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.