
كان تاجرنا البحار لامتلاكه اسهماً في بنك الكويت الوطني والتي تضاعفت أسهمه أضعافاً مضاعفة وتنامت ارباحه، متواجداً في الجمعية العمومية للبنك الوطني واستمع لكلمة صديقه محمد عبدالرحمن البحر، رئيس مجلس ادارة البنك الوطني، اطال الله في عمره والبسه ثوب الصحة و العافية، الذي قال:
«البنك الوطني رائد محلياً واقليمياً ويتمتع بسمعة عالمية» فأخذ تاجرنا البحار التفكير بعيداً متسائلاً: لمَ لا؟
«نتعلم شعباً وحكومة ومعارضة من مؤسسات وطنية عريقة ناجحة بامتياز». ويتذكر تاجرنا البحار ان من اسس البنك الوطني في عام 1952 كانوا مجموعة من رجالات الكويت الاخيار، وهم كل من: خالد زيد الخالد، احمد سعود الخالد، خليفة خالد الغنيم، خالد عبداللطيف الحمد، سيد علي سيد سليمان الرفاعي، يوسف عبدالعزيز الفليج، يوسف احمد الغانم، محمد عبدالمحسن الخرافي وعبدالعزيز حمد الصقر، رحمهم الله جميعاً، وغفر لهم واسكنهم نعيم جناته.
ويتذكر تاجرنا البحار انه ومنذ اليوم الاول من تأسيس البنك آلى ملاكه ألاّ يدخلوا مصالحهم وانشطتهم التجارية من مقاولات أو تأثيث أو غيره من الاعمال في البنك، ليبعدوا الشبهات، لا بل البنك الوطني الكويتي هو البنك الوحيد في العالم الذي لا يتسلم اعضاء مجلس ادارته مكافآت، ومنذ بداية عمل البنك حدد مؤسسوه سياسة متحفظة صارمة لادارته وما زالت هذه السياسة نافذة إلى يومنا هذا.
***
ويذكر تاجرنا البحار باعجاب شديد ان جامعة هارفارد الشهيرة في اميركا قامت بإعداد دراسة عن البنك الوطني لتدريسها في كلية العلوم الادارية في الجامعة لطلبة الماجستير والدراسات العليا، ولما سألت البروفيسورة الدكتورة هيل التي اعدت الدراسة، قيادات البنك الوطني عن سر نجاح «الوطني»، اجابوا ان الامر يعود الى تأثير ثقافة الآباء المؤسسين في التحفظ والادارة الرصينة من دون ضجة ودون اصوات عالية.
وهو عكس ما يقوم به اغلب نواب مجلس الأمة من ضجة مزعجة وأصوات عالية صاخبة دون فائدة، بل انتج فساداً اكثر.
***
من خلال العلاقات الطيبة للرئيس التنفيذي لمجموعة البنك الوطني السيد ابراهيم دبدوب (بو شكري) ونتيجة للسمعة الطيبة للبنك الوطني التي بناها المؤسسون للبنك منذ عام 1952 واكمل المسيرة اعضاء مجلس ادارته والادارة الفنية فيه، استطاع البنك الوطني ان يجمع افضل النخب على مستوى العالم في مجال المال والاقتصاد والتجارة والسياسة، والتي يصعب جمعها في مكان وزمان واحد. فالمجلس الاستشاري الدولي لبنك الكويت الوطني اعضاؤه قمم ومنارات في مجال المال والتجارة والاقتصاد والادارة والسياسة وهم:
1 – السير جون ميجور رئيس وزراء بريطانيا السابق.
الأعضاء:
2 – صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية – السعودية.
3 – الدكتور جوزيف اكرمان رئيس مجلس ادارة مجموعة «زوريخ» للتأمين – سويسرا، رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة «دويتشه بنك».
4 – السيد عبداللطيف الحمد رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي – الكويت.
5 – السيد موكيش امباني رئيس شركة «ريلاينس» – الهند، اغنى رجل في الهند.
6 – البروفيسور انطوني كوردسمان رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية – واشنطن.
7 – السيد تشارلز دلارا العضو المنتدب لمعهد التمويل الدولي IIF – واشنطن.
8 – السيد توم دي سوان رئيس بنك «فان لانشوت» – هولندا، والمستشار السابق لمجلس ادارة بنك «ايه بي ان آمرو» – هولندا.
9 – السيدة سوزان سابانجي دينشير رئيسة مجلس الادارة وعضو المجلس التنفيذي «آك بنك» – تركيا.
10 – الدكتور محمد العريان الرئيس التنفيذي لشركة «بيمكو» الاستثمارية – الولايات المتحدة.
11 – البروفيسور مارتن فيلدشتاين الرئيس الفخري للمعهد الوطني للبحوث واستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد – الولايات المتحدة.
12 – السيد جوه تشوك تونغ رئيس وزراء سنغافورة السابق ووزير فخري اول ومستشار اول هيئة النقد السنغافورية.
13 – البروفيسور ستيف هانكي استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة «جون هوبكنز» – الولايات المتحدة.
14 – السيد كيس ماس كبير المستشارين في «سيربروس» للاستثمار العالمي ونائب الرئيس الفخري لمجموعة «آي ان جي» المالية – هولندا.
15 – الدكتور إدوارد مورس العضو المنتدب، رئيس ابحاث السلع العالمية في مجموعة «سيتي غروب» – الولايات المتحدة.
16 – السيدة لبنى سليمان العليان الرئيس التنفيذي لمؤسسة العليان المالية – السعودية.
17 – السيد ويليام رودز مستشار اول ونائب اول الرئيس السابق لمجموعة «سيتي غروب» – الولايات المتحدة.
18 – السيد نجيب ساويرس رئيس مجموعة «اوراسكوم تليكوم» – مصر.
19 – البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي – سويسرا.
وفي دلالة على وزن الشخصيات التي يضمها المجلس، انتخب العضو السابق في المجلس الدكتور توني تان رئيساً لسنغافورة!
كما ينظم البنك الوطني في الكويت سنوياً ندوة عالمية يستضيف فيها شخصية عالمية مرموقة لابقاء عملائه والعاملين فيه على اطلاع على آخر المستجدات في العالم، وذلك بحضور قيادات سياسية واقتصادية رسمية من الكويت والعالم العربي ومحافظي البنوك المركزية الخليجية والعربية وكبار الشخصيات وعملاء البنك، وقد استضافت ندوة البنك الوطني السنوية في العام الماضي رئيس البنك المركزي الاوروبي السابق جان كلود تريشيه للحديث عن ازمة اليورو، كما كانت قد استضافت في الاعوام السابقة محمد العريان وويليام رودز ومارتن فيلدشتاين والرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون.
وفي استشراف البنك الوطني للمستقبل، يتعجب تاجرنا البحار كيف يصبح هذا البنك مثار اعجاب المراكز البحثية في جامعات العالم المتطور ومراكز الابحاث في القضايا الاستراتيجية في مجال الادارة والاقتصاد لاعتماده على الاستراتيجيات والبحوث الاقتصادية من بيوت خبرات عالمية ومن خلال خبرات متراكمة بناها اعضاء مجلس ادارة البنك والادارة الفنية فيه. يعتبر البنك الوطني مفخرة وطنية يحترمها غالبية اقتصاديي العالم، بينما نحن هنا في الكويت لم نعط البنك الوطني حقه من التقدير لهذا التميز والنمو.
ويسترسل تاجرنا البحار ان التميّز والتحدي في البنك الوطني انه بنك خاص وليس بنكاً تملكه الدولة، كما في بعض بنوك دول الخليج او بعض الدول العربية، وهي بنوك يطمئن من يديرها لأن من يدعمه هو الدولة، خلاف البنوك الخاصة والتي اعضاء مجلس اداراتها ومديروها يثابرون صباحاً ومساء لارضاء العملاء وحفظ حقوق المساهمين.
متى تتعرف على الكبار الا في الازمات؟ ففي ازمة المناخ كان الاقل تأثراً البنك الوطني، وايضاً في مرحلة الغزو وكذلك في الازمة الاقتصادية العالمية في 2001، والتي تسمى ازمة الدوت كوم.COM والازمة الاقتصادية الاخيرة المسماه «ازمة الرهونات العقارية» وكرّت السبحة وفضحت هشاشة اجراءات شركات عالمية واقليمية ومحلية، وهذه الازمة التي هدت اقتصاد العالم وما زال يعاني منها الاقتصاد العالمي ولم يتعاف بعد من تبعاتها، وكشفت اوضاع شركات محلية خسرت معظم رأسمالها، فطرد بعضها من البورصة وسيطرد البعض الآخر من البورصة قريباً لتخبط القائمين على هذه الشركات الذين ورطوا من وثق بهم واستثمر امواله في هذه الشركات التي اهدرت اموالاً طائلة لتعطي مساهميها شعاراً انها شركات قوية وثبت انها عكس ذلك.
بينما ظل البنك الوطني صامداً وبعيره (جمله) قوياً نشطاً.
***
هدم أركان الدولة
تاجرنا البحار يجزم ان هناك خطة مُبرمجة لهدم اركان الدولة بدأت بتضييع الديموقراطية بتصعيدهم وتأزيمهم وتهريجهم وسلوكياتهم وممارساتهم تحت قبة قاعة عبدالله السالم، جعلت من ناضل من اجل الديموقراطية من اهل الكويت يتحسر لانها انحرفت عن مسارها الصحيح الذي اراده اهل الكويت من اجل اصلاح الوطن وتطويره، تبعها الاستهتار بالقوانين والانظمة واللوائح ثم بالتجريح برموز الدولة، تلاها تحدي الدستورثم التطاول على من اسس الكويت وبناها وعدم الاعتراف بتاريخ اهل الكويت وتراثهم وساهموا بنشر الفتن الطائفية والعنصرية والمناطقية، ويخربون اقتصاد الدولة بمقترحات تدمره وها هي تصل الى مداها بالتشكيك بالقضاء، كما حولوا إسلام اهل الكويت السمح إلى اسلامهم الخشن المنفر.. ما الذي بقي؟
خليفة مساعد الخرافي
kalkharafi@gmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق