فاطمة حسين: رسالة خاصة جداً

احتفلت الجمعية الثقافية النسائية بعيدها الخمسين ادامها الله وادام ايامها القادمة زاخرة بحسن الطالع، والطيب من العمل الجاد والذي اوصل سمعتها العطرة الى الامم المتحدة مما جعلها تختارها كعضيد لها في الشأن النسائي وكمصدر من مصادرها الموثوقة عن المرأة وبصفة استشارية.
وهو امر يثلج صدر كل كويتي رجلا كان أو امرأة ويجعل المواطنة تفتخر بما وصلت اليه والذي لا شك سوف ينعكس على واقعها الاجتماعي العام والمهني الخاص، محليا ودوليا.
ولأنني محبة – بطبيعتي – فإنني اختار اليوم (العتب)…. هذه المساحة الجميلة التي تفصل ما بين الحب والغضب فهي أي (العتب) تعرقل مسار الغضب حتى لا يخدش الحب وتحمي مسار الحب حتى لا يصل الى حدود الغضب. لذا انا اختارها اليوم.
نعم استلمت الدعوة الكريمة بالحضور… لكن ظروفي العائلية لم تسمح لي بالمشاركة، ولذلك كانت متابعتي اعلامية فقط.
لقد لاحظت – اعذروني – لاحظت غيابا – تمنيت ألا يكون.
أوله للنائب الوزيرة ذكرى الرشيدي والتي بكت النساء عندما لم تصل الى مقاعد مجلس 2012 (المبطل) لما كنا نرى فيها من مؤهلات تمنيناها ان تنضم الى مجموعة المشرعين لكنها وصلت الى المجلس الحالي ممسكة بمشرط الاصلاح – الذي توقعناه وعزلت الاستفادة المادية والزهو بالموقع – الذي وصف من سبقها – وداست على اشواك التعديل القسري للمسار بالتصدي للانحرافات الاخلاقية والعبث بحاضر الوطن ومستقبله فقط من اجل حفنة من الدنانير وبالتعاون مع وزارة الداخلية ضيقت على المنحرفين بتقديمهم للعدالة.
والثانية د.معصومة المبارك اول وزيرة كويتية يشهد لها الجميع بالتميز بالعطاء كنائب وكوزيرة.
والثالثة النائب صفاء الهاشم التي خاضت غمار الترشيح للمرة الثانية بعد ان اخفقت بالاولى ووفقها الله وهي شابة نشطة من الاقتصاد – تخصصها – وصولا للتدقيق والاهتمام والمتابعة المميزة ولا ننسى الشجاعة الايجابية.
والرابعة د.رولا دشتي التي وثق بها سمو الامير والهيئة الحاكمة والمديرة لشؤون الوطن بكاملها كوزيرة للتخطيط وشؤون مجلس الامة… هذه الثقة التي اوصلتها للتعامل مع الملايين من اجل جذب بلد بمساحة وقوة ومكانة الصين للاتيان بها كشريك في المجال الاقتصادي والتنمية.
بصراحة.. اجدني اسائل نفسي… ما الذي يدفعنا – نحن نساء الكويت – للتنكر لجميل نسائنا – اخواتنا – شركاتنا بالمواطنة… اننا ننظر للجمعية الثقافية النسائية تماما كنظرتنا الى جميع الهيئات النسوية مهما اختلفت مشاربها ننظر لها كرائد وقائد وحامل مشعل للنور واجبنا تأييدها ومساندتها ودفعها الى الامام لأن صالحها الذي تراه امامها لابد وان يكون هو صالحنا جميعا كنساء ومواطنات وايضا – كوطن – وفيه تجسيد للتمكين الذي كان حديث الاسبوع الفائت.
ليت اخواتي عضوات الجمعية وغيرهن في كل مكان يدركن بأننا – كنساء – نواجه عاصفة سوداء قادمة قوية وظالمة لن تبرد لها نار قبل ان تعود بنا الى مرحلة وأد البنات لن يردها الا وقوفنا بقوة اتحادنا واستثمارنا لكل طاقة تحملها امرأة بين جوانحها مهما اختلف اللون أو العائلة أو القبيلة أو المذهب أو الملة أو المنبت.
لابد ان نداري سوءة الواحدة منا بطهارة الاخرى وجهل الواحدة بعلم الاخرى، وضعف الواحدة بقوة اختها حتى نصبح سدا منيعا لحماية دستورنا الذي انصفنا ويرددون محاولات تنقيحه لحذفنا خارج الاسوار بتنشيط حركة التهميش والاقصاء والمحاسبة التي يواجهها الذكور اليوم بردا وسلاما وتواجهها الاناث نارا موقدة.
اخواتي العزيزات يكفينا ما اصابنا من الزمن فلا تكن معه على اخواتنا ولنتذكر – همسا – اننا جمعيات نفع عام وللنفع العام اصول اخلاقية وقانونية يفرض علينا البعد عن السياسة والتحزب الا بيننا وبين انفسنا واهلينا فالسياسة شأن خاص وخاص جدا – نعرفه وندركه ونرضى به – فما الذي يمنعني من اقصائه عندما افكر جماعيا؟؟؟

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.