د.محمد عبدالجادر: رابطة الادباء


تفخر الكويت بكثير من المنجزات التاريخية، ومن أهمها مواكبة أبناء الكويت والأجيال السابقة للتطورات الأدبية في الشعر والترجمة والثقافة، ويحق لنا جميعا أن نفخر بأن بدايات هذا التطوير والابداع كان أهليا، بدأ منذ العشرينات والثلاثينات حتى أضحت في الكويت صروح ثقافية، وفي عام 1964 تشكلت رابطة الأدباء، وذاع صيتها في المحافل الأدبية العربية، وعاكسة مستوى ثقافة وأدب البلاد، دائما ما وصفت بأنها «مدن الملح».

الأسبوع الماضي وسط مبنى صغير ومتهالك، وهو للأسف يعكس تعامل الدولة مع الرابطة، عقدت الجمعية العمومية لهذه الرابطة، وفي المسرح الصغير كانت أرواح المبدعين الراحلين أمثال احمد العدواني وخالد سعود الزيد وحمد الرجيب ود. عبد الله العتيبي والشاعر محمد الفايز، وغيرهم تتمازج مع أدباء ومبدعين من الجيل الجميل أطال الله في أعمارهم، وأدباء من الشباب الجدد، يتحاورون في شأن الرابطة، ويقاومون ثقافة الجهل والتسطيح، رابطة الادباء مع المسارح والفنون الجميلة يجب ان تعامل معاملة غير عادية، رابطة الادباء هي رابطة مبدعين واهل انتاج للفكر، وبلا شك ان الابداع والفكر اليوم لا يقدران بثمن، فها هي تشيلي تفخر بأن اسمها يقترن بذكر أديبها «ماركيز»، وجميعنا يتذكر فخر مصر العظيمة بأدب نجيب محفوظ الذي نقلها للعالمية، لا شك في أن التحديات ضخمة امام التطور الهائل بالوسائل التكنولوجية، وانصراف العامة عن الادب والثقافة، ولكن هذا التحدي هو المطلوب الآن من مجلس ادارة الرابطة وجمعيتها العمومية، والمطلوب ان تلملم صفوفها وتعيد للثقافة وهجها، وايقاف هجمة التجهيل والتسطيح، ولا بد من دعم هذه المؤسسة من الدولة والمبادرين والمقتدرين، لتشجيع الشباب الجدد على دعمهم لإصداراتهم الاولى، وجوائز تشجيعية لإبداعاتهم في الترجمة والقصة والشعر والادب، نبارك للرابطة استمرارها واقترابها من الخمسين عاما، ونبارك للتنافس الهادئ الشريف، ونبارك نجاح الاديبات في نجاح للمرأة الادبية في مقاعد الادارة، وندعم جهودهن. ومنا رسالة للجميع بأن مشاعل النور تخبو ولا تنطفئ.

د. محمد عبد الله العبد الجادر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.