“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن المواطن الكويتي الصالح هو من يتفاعل إيجابياً مع مجتمعه, فلا يلهيه الجدل والمماحكات العقيمة عن أداء دوره الاجتماعي وإيفائه بواجبات ومسؤوليات المواطنة الهادفة, والتفاعل الايجابي الذي أقصده في سياق المواطنة الصالحة (الحقة) يتمثل في تأدية المواطن الكويتي الصالح دور القدوة الحسنة لمواطنيه الآخرين. فالالتزام بأداء الواجبات الوطنية كاحترام القانون وتكريس التصرفات والسلوكيات الاجتماعية الايجابية في الحياة اليومية هي المتطلبات الأساسية والتي من المفترض أن يطبقها المواطن الصالح في حياته اليومية. فإذا كان النسيج الاجتماعي يتكون أساساً من أعضاء المجتمع, فالصفات العامة لهذا النسيج الاجتماعي الوطني تتأثر بشكل مباشر بنظرات وتوجهات أعضائه, فهم من يكرسون التفاؤل في مجتمعهم وهم من يستمرون قدوات أخلاقية حسنة لمواطنيهم الآخرين.
إضافة إلى ذلك, المواطن الكويتي الصالح لن ينتظر المكافأة على التزامه الشخصي بمتطلبات المواطنة الكويتية الحقة. فهذه الأخيرة (المواطنة الكويتية الصالحة) مجزية بشكل ذاتي, فالمواطن الكويتي الصالح يحقق سعادة شخصية جراء إخلاصه وإيفائه بمسؤولياته الاجتماعية من دون احتياجه لمكافأة الآخرين: فالعلاقة المتينة وشديدة الخصوصية بين المواطن ومجتمعه هي علاقة ديناميكية وتفاعلية إيجابية يحقق فيها الانسان السوي سعادة شخصية ورضا معنوياً إيجابياً عبر تمكنه من تحقيق حياة إنسانية مثمرة وبناءة. فالمواطن الكويتي الصالح لا تغريه الأضواء ولا يسعى الى المناصب ولا يترقب مكافأة الآخرين لأن ما يدفعه الى ممارسة مواطنة كويتية صالحة هو إخلاصه المتجرد من المصالح الشخصية ووفاؤه لوطنه يسنده حس وطني رفيع المستوى.
وإذا كانت السعادة الشخصية التي تتحقق بعد ممارسة المواطنة الكويتية الصالحة ذاتية المكافأة- إذا أردتم- فالمواطن الكويتي الصالح من المفترض أن يعمل بصمت ويتفانى في إخلاصه لثوابته الوطنية, ويحترم خصوصيات مجتمعه ويفتخر بهويته الوطنية الكويتية. فأداء الواجبات الوطنية, والايفاء بالمسؤوليات الاجتماعية المختلفة والشعور بالرضى الشخصي بعد ذلك هي المكافآت الحقيقية بالنسبة للمواطن الصالح. فالمواطن الكويتي الصالح ينتمي لذلك النوع من الناس الأسوياء الذي يستمرون في تحقيق رضى نفسيا متكاملا ينعكس عليهم إيجابياً وتظهر نتائجه الايجابية في حياتهم الخاصة والعامة. فالمواطن الكويتي الصالح هو الأكثر تفاؤلاً وهو الأكثر ثقة بنفسه وبقدراته وبمهاراته المكتسبة, ويعرف جيداً أن مكافأته الحقيقية لا تتمثل بالحصول على المناصب أو المكافآت المالية, فهو يعمل ويخلص لوطنه الكويت, فقط لا غير.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق