لم يستضف الزميل «مايك مبلتع» المدرب الوطني صالح زكريا فقط، فهو استضاف التاريخ وتحدث مع التاريخ وحاور التاريخ، في حلقة اقل ما يقال عنها انها استثنائية وهي حلقة «قايلة الوفاء» التي جمعته مع شيخ المدربين صالح زكريا امس، ولأنها حلقة استثنائية لم تكتف بسرد التاريخ وحسب كان لابد من وضع الاصبع فيها على جراح الرياضة الكويتية ويطلق من خلالها الهرم الرياضي الكبير صالح زكريا مع الزميل مايك مبلتع مبادرة لإذابة جليد الخلافات بين رئيس اتحاد الكرة الشيخ د.طلال الفهد والرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم.
ويقول زكريا: حسب علمي فإنه لا يوجد اي مشكلة شخصية بين الفهد والغانم، لكن الناس «المطبلين» من الطرفين هم من خلقوا المشاكل بينهما، وعلينا ان نفهم جميعا ان الاصلاح في الرياضة الكويتية هو ان يتحد الاثنان مع بعضهما البعض، فالشيخ طلال الفهد مجتهد ومرزوق الغانم كذلك والاثنان رجال، واما ما يتم الترويج له من البعض بأنهما لا يتحدثان فهو كلام «يهال».
وبين زكريا ان الحكومة لا تريد النهوض بالرياضة الكويتية فكلما نظرنا الى اخواننا في الامارات وقطر وما ذهبوا اليه من الاحتراف والمنشآت نتحسر على ما اصبح عليه وضع الكرة الكويتية رغم وجود مواهب من لاعبين يستطيعون تحقيق البطولات والوصول الى كأس العالم ايضا، وعلى الرغم من ان شخصية اللاعبين في السبعينيات والثمانينيات تختلف عن اللاعبين الآن فيما يتعلق بالروح الا ان هذا الامر يمكن علاجه متى ما كان هناك عمل مجتهد من قبل المدربين او الاداريين.
وعن مشواره السابق في قيادة الازرق، اكد زكريا انه فخور بكل ما قدمه خلال تدريبه للازرق: كان هناك 60 او 70 لاعبا يجب ان اختار 27 منهم، ولم أندم الا على عدم اعطائي الفرصة للاعب الجهراء عبدالرحمن الهطنفل بسبب صغر سنه آنذاك، مشيرا في هذا السياق الى اهمال كل المدربين المتعاقبين مؤخرا على قيادة الازرق في اختيار لاعبين من الاندية غير الكبيرة، فالكويت والقادسية والعربي اخرجت مواهب جيدة لان الضوء مسلط عليها وهناك مواهب جيدة في الاندية الاخرى ولكن لا احد ينظر لها، وهذا الامر يجب ان يتطرق له المحللون ولكن للاسف نحن يوجد لدينا محللون ويوجد لدينا ملحنون ايضا.
وعن متابعاته للكرة العالمية، كشف زكريا انه يشجع بايرن ميونيخ، فرغم انهم ليسوا مثل برشلونة الذي يتميز بالفنيات لكنهم مميزون في الروح والعطاء، مشيرا بالوقت ذاته الى اعجابه بالمدربين امثال السير اليكس فيرغسون وجوزيه مورينيو وارسن فينغر.
وفي مداخلة هاتفية له، قال الرئيس الفخري لنادي الكويت مرزوق الغانم: صالح زكريا هو رمز رياضي وانا اشكر كل القائمين على البرنامج لهذه البادرة لشخص عزيز على قلوب كل الرياضيين ولي ذكريات معه، وانا اول قرار اتخذته منذ تسلمي لادارة الكويت هو تعيين زكريا من دون ان يناقشني على العقد، واستطعنا ان نصل لنهائي كأس سمو ولي العهد امام العربي بطل الخليج آنذاك ورغم كل الظروف حققنا الفوز بثلاثة اهداف نظيفة والفضل بعد الله لزكريا.
واضاف الغانم: في اي مناسبة رياضية لا يتواجد بها زكريا اشعر بفقداني جزءا من اهلي، فشهادتي مجروحة في زكريا وانا أحبه وله مكانة كبيرة جدا في قلبي لأنه رجل نظيف ويعمل بإخلاص، ويعرف كيف يفوز، ومع احترامي لجميع المدربين فإن زكريا يعرف كيف يخلق الروح باللاعبين. واختتم الغانم حديثه بالقول (مازحا): عندي مشكلة واحدة فقط مع زكريا، وهي انني اذا لعبت في التقسيمة مع اللاعبين بتدريب الكويت فإنه لا يحتسب لي ركلة جزاء رغم ما اتعرض له من اخطاء.
التشكيلة المثالية
اختار صالح زكريا التشكيلة المثالية له وتضم: الحارس احمد الطرابلسي والدفاع ابراهيم دريهم وحسين محمد ومرزوق سعيد وعبدالله العصفور وفي الوسط راشد مبارك وحسن ناصر وخلف سطام، وللهجوم فيصل الدخيل وجاسم يعقوب وعلي الملا.
المدربون الوطنيون
اوضح زكريا ان الكويت فيها اسماء ممتازة كمدربين فصالح العصفور من المدربين الجيدين والقديرين ولكن للاسف لا يوجد من يقدر، كذلك الامر ينطبق على فوزي ابراهيم، ويكاد يكون محمد ابراهيم هو الوحيد الذي اخذ فرصته مع القادسية، وللاسف فإن التعاقد مع المدربين الوطنيين يكون كمدربي طوارئ لمدة شهر او اثنين فقط ولا تععطى لهم الفرصة الكافية.

قم بكتابة اول تعليق