استمعت قبل فترة للمقابلة التلفزيونية للوزير والنائب السابق شعيب المويزري، وهو يشير الى سرقة العصر والتي تعدت المليارات من الدنانير والدولارات ليسرقها مجموعة من لصوص العصر كما أشار دون ان يحددهم طبعا.
أدمعت عيناي وأنا أتابع اللقاء والحماس الشديد البادي عليه وانتظرت الى النهاية لعل وعسى تعرض وثيقة أو ورقة، ولكن لم يحدث ذلك، ولعل طبيعة المعلومات التي لديه تحتم عليه الاحتفاظ بها ليظهرها أمام سلطات التحقيق فيما بعد.
تساؤلات كثيرة انطلقت وكأنها سهام تضرب برأسي من الداخل تحاول الخروج من فمي مستفسرة عن تلك السرقات لعلها تصل إلى معلومات موثقة تخرسها.
انتظرت كما انتظر الكثيرون لعلنا نتعرف على لصوص العصر الذين سرقوا أموالنا وأموال أبنائنا كما ادعى نائبنا السابق ولم يظهر شيء ومجلس الامة الحالي حرص على تخصيص جلسة لمناقشة تلك التصريحات واستدعاء صاحبها لسماع أقواله والاطلاع على ما لديه من اقوال لمواجهة الحكومة بها ولم يحضر وأشرنا في مقال سابق الى ان العضو لا يعترف بهذا المجلس لأنه جاء خلافا لرغبة الاغلبية، وقد يكون عذره مقبولا من وجهة نظره.
ولكن دعونا نقدم مجموعة من التساؤلات لعضونا الفاضل ولنا الحق في ذلك لأن السرقة طالت أموالنا وأموال أبنائنا وتساؤلاتنا مشروعة.
متى وقعت تلك السرقات؟ وهل وقعت وهو عضو مجلس امة؟ وفي أي مجلس حدث ذلك؟ ولماذا لم يتقدم باستجواب لرئيس الوزراء الحالي أو السابق والجميع يعلم حجم السهام المصوبة نحوهم؟ ولماذا لم يستجوب الوزير المختص او يقدم ما لديه من وثائق للنيابة العامة. والسؤال الأهم لماذا قبلت بتسلم كرسي الوزارة وتلك السرقات موجودة؟
ولنفرض جدلا أن السرقة حدثت بعد تسلمك الوزارة، فمن الواجب ان تسارع الى تقديم استقالتك المسببة توضح بها للناس موقفك ولا تنتظر لحين استقالة الوزارة.
معالي الوزير والنائب السابق انت مطالب اليوم امام الشعب الكويتي بأن تبين وبالوثائق كل ما لديك من معلومات عن تلك السرقات ليس لتبرئ نفسك بل لتدين اللصوص.
ادعاؤك اليوم بأن الحكومة تقف ضدك فذلك من حقها لأنك اتهمتها دون دليل، فهل تسمح للآخرين بتوجيه السهام والادعاء كذبا عليك بأي اتهام دون ادلة؟
الاعتذار لا يقلل من قيمة الرجال عندما يزلون في الحديث أو يرتكبون خطأ، نتمنى من كل قلوبنا ان نغلق هذا الملف إما بتقديم ما لديك من وثائق أو بالاعتذار.
alsraeaa@live.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق