خليفة الخرافي: ليتَّسع صدر المسؤول على نقدنا لتقصيره كما نمدح الأعمال الطيبة

أشاح تاجرنا البحار الصحيفة اليومية عن ناظريه لاحتوائها من اول صفحة الى آخر صفحة على انتقادات شديدة اللهجة، لا بل من الصبح الى الليل الكتّاب والإعلام (صحافة وتلفزيون ومدونات)، ينتقدون الاخطاء والسلبيات والقصور في «الدولة».

نعلم أنه من الطبيعي والمنطقي والأصول أن كل جهاز حكومي أو تطوعي يجب أن يكون عمله على حساب الأصول، وأنه لا يجب مدحه، لأن دور الكاتب والاعلامي أن يسلِّط الضوء على الاخطاء والسلبيات، إنما نظن أنه مهما كان مطلوباً الانتقاد وكشف الممارسات الخاطئة يجب ذكر الامور الإيجابية.

ولهذا تساءل تاجرنا البحار متحسراً: ما لي أرى ابناء بلدي وقد استمرأوا ذكرى المساوئ وجلد الذات والنقد ليلاً ونهاراً بدل ان يعمروا الكويت؟! ما بال اهل الكويت لا يذكرون ما يشاهدونه من امور ايجابية يقوم بها مجاميع من ابنائها البررة؟

هناك منارات وإنجازات إيجابية في الكويت يجب الحديث عنها، مثال مركز الكويت للدراسات والبحوث، وهو نشط جداً في مطبوعاته وما ينشره من كتب، ولا يسع كتيب لإبراز نشاط المركز الذي نفخر به وبالقائمين عليه، وعلى رأسهم د. عبدالله يوسف الغنيم، وزملاؤه، كالأستاذ سليمان العنزي.

فمركز الكويت للدراسات والبحوث وثَّق تاريخ الكويت ورجالاتها ونواخذتها ونشاطها البحري وحروبها وبناء أسوارها وساهم في اثبات الهوية الكويتية، لا بل بيّن الحقائق والبراهين الدامغة، لمن كان يشكك في تاريخ الكويت وحدودها، ووثَّق المركز جميع أنشطة كويت ما قبل النفط، مثال تاريخ التعليم في الكويت.

كما تعاون المركز مع د. يعقوب يوسف الحجي المهتم بالتراث وتاريخ الكويت لدرجة أنه أبحر بسفينة شراعية من ميناء الكويت الى سواحل وموانئ شرق افريقيا وتعرَّض لأخطار البحر ليثبت قوة شكيمة أهل الكويت، متمنين على شباب الكويت ان يقرأوا عن تاريخ الكويت المشرِّف وان يُدرس للطلبة، فقد كانت معيشة اهل الكويت شاقة جدّاً وصعبة، حتى جلب الماء للشرب! فصحراء الكويت لا زرع فيها ولا ضرع.

وقد تبرع بما تحتويه مكتباتهم من كتب ثمينة للمركز كل من: يوسف ابراهيم الغانم، وفارس عبدالرحمن الوقيان، رحمهما الله، وانور عبدالله النوري، أطال الله في عمره.

كما وثَّق المركز مرحلة غزو الكويت ووثق أعلام ومشاهير من ابرز مثقفي الكويت والفاعلين فيها، ومنهم: عبدالعزيز الرشيد، وأحمد بشر الرومي، الذي ركز اهتمامه بنشاط التراث البحري الكويتي، وكذلك الاهتمام بالكاتبات الكويتيات أمثال د. هيفاء السنعوسي، ومريم راشد العقروقة، وما ذكرته هو قليل من كثير.

***

ولا نغفل الدور الإنساني للهلال الأحمر الكويتي، الذي يترأس مجلس ادارته السيد برجس حمود البرجس، وتواجده اينما تكون الكوارث لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين. والعطاء والشهامة هما من شيم اهل الكويت، وقد أسس «الهلال الأحمر الكويتي» في 1965/12/12 السادة: د. ابراهيم مهلهل الياسين، برجس حمود البرجس، خالد يوسف المطوع، سعد علي الناهض، سليمان خالد المطوع، د.عبدالرحمن عبدالله العوضي، عبدالرحمن سالم العتيقي، د. عبدالرزاق العدواني، عبدالعزيز حمد الصقر، عبدالعزيز محمد الشايع، عبدالله السلطان الكليب، عبدالله علي المطوع، عبدالمحسن سعود الزبن، علي محمد الرضوان، محمد يوسف النصف، يوسف ابراهيم الغانم، يوسف جاسم الحجي، ويوسف عبدالعزيز الفليج.

كما شاهدت مشروعاً تطوعياً مادةً وجهداً، يدل على عطاء اهل الكويت اللامحدود، كما بنى الآباء والأجداد سور الكويت من دون مقابل، هذا ما يقوم به احفادهم في هذا المشروع المميز، وهو متحف بيت عبدالله العثمان، في منطقة حولي، الذي اشرف على تنفيذه السيد انور السيد محمد الرفاعي بجهده الطيب.

***

كما ان منظمة لوياك المهتمة بالتركيز على مشاكل الشباب وكيفية تطوير قدراتهم الفكرية والحرفية والتي تشرف عليها مجموعة من نساء الكويت الفضليات، وهن:

الشيخة امل الحمود الصباح، فارعة السقاف، فتوح حمد الدلالي، عبير عبدالعزيز العيسى، ضحوك البنوان، فادية جاسم المرزوق، لارا ارشاك دردريان، منى بدر الكالوتي، نادية جاسم المرزوق، هيفاء الصقر، فدوى يعقوب الحميضي، وليلى هلال المطيري.

وكذلك، ما تقوم به الشيخة أمثال أحمد الجابر رئيسة المركز التطوعي للكويت من جهد طيب، تُشكر عليه، ومن يساعدها من افراد فريق حماية البيئة الكويتية والاشراف على انجاز سوق المباركية وحفلات المناسبات الوطنية، وكذلك رئيسة «جمعية النوير» الشيخة ألطاف سالم العلي واهتمامها بفتيات الكويت وفتيانها بأنشطة مفيدة لهم وللمجتمع.

***

كما ندعو بالشفاء الكامل للدكتور عبدالرحمن السميط مؤسس جمعية العون المباشر، لإنجازه مشاريع كثيرة في افريقيا، وكذلك العم الفاضل يوسف الحجي رئيس جمعية الإغاثة أطال الله في عمره، لجهده الطيب في عون المحتاج.

***

والشاب النشط ضاري حمد الوزان، الذي أسس «كويتي وأفتخر» وأبدع في قرية «كويتي وأفتخر» الرائعة التصميم، ليثبت قدرة شباب الكويت على العطاء اللامحدود متى ما وجدوا التشجيع.

***

تذكر تاجرنا البحار بضيق شديد وألم ما قاله احدهم من كلام مشين لا يليق بأهل جبلة وشرق والمرقاب، واستغرب كيف يجرؤ من قاله ان يتلفظ بكلمات سوقية بذيئة على اخيار أهل الكويت ومن أسسها بجد واجتهاد وتحمل المشاق والصعاب، وأخذ تاجرنا البحار يردد «لا حول ولا قوة إلا بالله» أصبح كل من هب ودب يتطاول على أهل الكويت‍!.. هل اصبح من بنى آباؤه واجداده الكويت «طوفة هبيطة»؟!

قد لا نلوم بعض من لم يعايش آباؤه واجداده كويت ما قبل النفط على استهتارهم ولامبالاتهم، وسلوكياتهم العدوانية المُنفِّرة وممارساتهم الفوضوية. نحتاج جهات علمية متخصصة في مجال علم الاجتماع لمعرفة اسبابها وايجاد الحلول، ما ندري شسالفتهم عافسين البلد عفيسة،.. وعادين نفسهم انهم محاربو الفساد، تقول صج والخراب كله منهم، ومن تخبُّط السلطة ومسايرتها لهم!

نحن نؤيد بشدة ان من حق أي مواطن كويتي ان يتخذ اي موقف يشاء، يشارك أو يقاطع، مع أو ضد، انما ليس من حق أحد التجريح والتطاول على أخيار الكويت وليخسأ من يتطاول عليهم.

وترحّم تاجرنا البحار على الطبيب الشيخ مساعد العازمي الكويتي، الذي كان من سكان فريج العوازم الأكارم، في منطقة شرق، والذي يفخر به أهل الكويت لعلمه ورجاحة عقله، لتغربه وسياحته في مصر دارساً في الأزهر الشريف، وكان يتعلم التمريض ويلقب بشيخ الأزهر الكويتي. سافر الطبيب الشيخ مساعد العازمي بعدها، ليفيد ويستفيد، إلى اليمن والإحساء والبحرين، ورأس الخيمة تزوج فيها وأنجب بنتاً.

والطبيب مساعد العازمي من بيت علم، حيث كان جده مسيعيد بن احمد العازمي، ناسخ كتاب «الموطأ» للإمام مالك، الذي وجد في فيلكا، والذي يعود تاريخ هذه النسخة إلى سنة 1682، فهل كان ليقبل الشيخ الطبيب مساعد العازمي بهذا الكلام الساقط على أهل جبلة وشرق والمرقاب وهم من اهله وهو منهم؟!

***

رحم الله من جسَّدت مكارم الأخلاق في مجلتها «أسرتي» صاحبة الأيادي البيضاء للمحتاجين وأم اليتامى المحسنة الكريمة غنيمة فهد المرزوق، وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.

خليفة مساعد الخرافي

kalkharafi@gmail.com

kalkharafi@
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.