“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات 6).
أعتقد أن أحد أهم متطلبات ممارسة المواطنة الكويتية الصالحة هو إظهار حسن الظن بين المواطنين الكويتيين. فإذا كانت الكويت هي لمن يخلص لها ويتقي الله فيها, فحسن الظن, بالمواطن الآخر يدل إلى رقي الحس الانساني والوطني للفرد. ومن هذا المنطلق, “التعميم في التهمة” وبخاصة الذي يتمثل في إلقاء التهم المعلبة بالفساد ضد الناس الآبرياء يتناقض مع الحس الوطني وحس المواطنة وحسن الظن. بل ويتعارض تعميم التهم بلا بينة مع ثوابتنا الوطنية والتي من أهمها أننا شعب متوحد مع نفسه ومع قيادته الحكيمة. وننتمي لأسرة وطنية متوحدة وتستند علاقاتنا الاجتماعية على المحبة المتبادلة والتعاطف والتراحم فيما بيننا. ومن هذا المنطلق أيضاً أعتقد أن من يستخدم الخطابات التأجيجية تحضيراً للإنتخابات البرلمانية المقبلة في 2016 بينما يحاول إظهار نفسه مثالاً وحيداً للشرف والاتزان والنزاهة ويلقي التهم على الآخرين الأبرياء لا يلتزم بمتطلبات المواطنة الكويتية الصالحة. فتعميم التهمة بلا بينة آثاره مدمرة على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. فإذا كان ثمة عدو لدود يحاول القضاء على الوحدة الوطنية فهي خطابات الاتهامات المعلبة والتي يلقيها البعض القليل من الذين إفتقدوا الحكمة الذين يوجهون إتهاماتهم المفبركة سهاماً سامة ضد بعض مواطنيهم الآخرين.
في المجتمع الديمقراطي والمدني والمنظم وعندما يعتمد أحدهم بوضوح تهم الفساد لديه ضد أحدهم فأسهل الطرق لمعالجة ذلك الفساد المزعوم هو التبليغ عنه للسلطات الرسمية أو ترك الموضوع بيد القضاء العادل. بمعنى آخر, لا يمكن في أي حال من الأحوال أن ننجح في معالجة كل أنواع الفساد ما دام الأسلوب الذي يستخدمه البعض فوضوياً. فالآثار المدمرة للتعميم في التهمة وبخاصة ضد المسؤولين تتمثل في التفكك الاجتماعي وغلبة الفوضى والخطابات التهييجية وإحباط متعمد للسعي الصادق وغلبة الأنانية وإضعاف الحس الوطني. وبالطبع, لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يستبدل نعم الأمن والأمان والمواطنة الصالحة والحس الوطني والحياة المدنية المنظمة بنقيضاتها: الفوضى والشخصانية ورواج التسيب الوظيفي وعدم الاكتراث بإحترام قوانين البلاد.
الإنسان السوي والمواطن الكويتي الصالح ليس من المفترض أن يخرج من لسانه أو قلمه تهم مفبركة ضد أحد أبناء وطنه. فالإنسان العاقل والشخص التكانة-إذا أردتم- يفكر ألف مرة قبل أن يتهم الأبرياء. والله المستعان.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق