تمر بالبلاد أحداث ومناسبات شبابية تترك بصمة. وهي قليلا أو كثيراً ما يختلط فيها السلب بالإيجاب ولكن لكونها شبابية فهي لافتة ولاشك ومصدر اعتزاز من الجميع لإبعاد ما يمكن أن يطلق على شباب الخليج من عبث مادي وكسل معنوي.
لعل أبرزها ما ظهر أخيراً والمسمى (كويتي وأفتخر) نظراً لصمود الفكرة واستمراريتها مما يدعونا كمواطنين ومهتمين بالوطن وشبابه أن ننظر لمثل هذا الجهد الجبار بعين الناقد الإيجابي لحماية استمراريته ونموه نحو الأجود دائماً.
لقد أصبحت (كويتي وافتخر) مغناة انطلقت عبر حناجر الشباب من ذكور وإناث رداً على عجز الجهاز الحكومي عن استيعابهم- كموظفين- الأمر الذي سبق أن ضربوا الصدور بأغلظ الإيمان أن يفسح لهم المجال لأداء الأدوار التي تطلب منهم عبر الشهادات الأكاديمية والمواهب الذاتية وتبخرت الوعود مع اجوائنا المتقلبة.
وهكذا نبعت الفكرة لاستثمار زمن الانتظار هذا وعرضت على سمو رئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد الصباح فاستقبلها بترحاب مادي ومعنوي، فكان (كويتي وافتخر الأول) وهو عرض للهوايات والمواهب والمبادرات الذاتية حتى استلم الكرة سمو رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك الصباح لإتمام المسار في عامه السادس.
لقد كان لي حظ حضور الأول منه والأخير ولا أدعي بأنني قد شعرت بتغيير إيجابي إلا ربما بتثبيت الموقع وإطلاق اسم القرية عليه حتى يصبح وحدة مستقلة بذاتها تبدأ اليوم بالمهرجان السنوي الذي قد يتحول إلى مناسبة فصلية- أي كل ثلاثة شهور- حتى تصبح دائمة.
فإذا كانت الرؤية كذلك فهناك الكثير الكثير من التغيير لابد من خضوعها له، حتى تصبح مشروعاً يليق بجملة (كويتي وافتخر) لأنه من الجميل أن يفتخر المواطن بوطنه ولكن الأجمل هو أن يفتخر الوطن بمواطنه وهذا هو المحك والهدف النبيل…. فماذا يا ترى ينقص هذا المشروع؟؟؟، لأن العملية لابد من أن تخرج من إطار بقعة نؤجرها ونكسب مادياً وندعو رئيس الوزراء فيدعمنا مادياً وإعلامياً ونكسب مادياً مرة أخرى ثم نجذب الشركات لدعمنا ونكسب مادياً أيضا ماذا بعد ذلك؟.
أي منا يفتخر بالآخر، هل افتخر بالكويت لأنها فتحت لي الباب لأكسب مادياً؟ أم أطلب من الكويت أن تفتخر بي لأنني فتحت لأبنائها وبنائها من الموهوبين فرصة الظهور للجمهور؟، وفي ذلك تشجيع لغيرهم من الأجيال القادمة التي سوف.. تتسابق لنيل وسام فخر الكويت بمواطنها.
ولنبدأ بذاك الذي فكرّ وخطط وأنجز مشروعاً أداره بنفسه ونجح، مما قاده إلى طريق النجاح محلياً وعربياً وعالمياً والفكرة هي ردة فعل لعربي مسلم حريص على دينه في مواجهة العبث الأوروبي الذي تعرض له وذلك بصياغة شخوص كرتونية تحمل الإسلام روحاً وسلوكاً وعمقاً في المعنى (د.نايف المطوع) في قصص طفولية جذابة، ثم لنتوقف عند شابة نشطة أحست أن البيت الكويتي ورغم كثرة إعلامه النسائي والأسري إلا أنه يفتقد للحداثة الثقافية في مجالين: (الصحة العامة) و(السفر والإجازات) فكانت الترجمة لكل من (Good Health) و(Vacations + Travel) مع التطعيم بمواد محلية فيها إضافة علمية وثقافية (انتصار) وعلى حسابها الخاص.
عفواً أنا أختار هذين النموذجين لأنهما يتوافقان مع الفخر الذي أشعر به كمواطنة وقد يكون من حولهما ما يماثلهما ولكن حتى لا أظلم أحداً والظلم مكروه أتمنى أن يضع القائمون على هذا المشروع شروطاً ومقاييس وموازين للتميز حتى لا تتحول هذه الفكرة الجميلة إلى سوق المباركية- أيام زمان-.
المطلوب من هذه البقعة أن تعرض عقول أبنائنا وبناتنا وإبداعاتهم وأفكارهم التي تستحق التسجيل والاستثمار في السمعة والمال.
نحن شعب يحب الماضي على ألا يعيش في جلبابه لابد أن تخلع هذه القرية لباس السوق الشعبي وترتقي بالإبداع الذي يجعل من يزورها بصعقة الانبهار.
والله الموفق
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق