محمد الجدعي: الحرية «أساس» تكنولوجيا المعلومات

مؤتمر «شبكات التواصل الاجتماعي» كان ناجحاً جداً، ولكن السؤال: هل مناقشاته وتوصياته ستبقى أفكاراً على الورق أم ستنقل إلى ميدان التنفيذ؟

بعد أن شغلت الدنيا من أقصاها إلى أقصاها، وبعد أن كانت هي المحرك الأساسي الذي اعتمد عليه في إشعال فتيل الثورات، منذ ثورة تونس العربية، وقبلها ثورة بني فارس في إيران! وبعد أن كانت، منبر من لا منبر له، ووسيلة إعلامية لمن لا وسيلة له، ولسان حال الشباب المتحمس! أصبح الفيسبوك والتويتر على سبيل المثال، الهاجس الأمني الأكبر لجميع دول العالم، وبالذات العربية، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان! مع التأكيد الصريح، على أن جميع دول الخليج العربي غير مستثناة من ذلك بالطبع!

وبسبب ذلك كله، فتح الباب على مصراعيه لوضع الدراسات والتحليلات أمام موجات «تسونامي» التكنولوجيا والمسماة ب‍ـ «السوشيل ميديا» لمعرفة ما وراءها من خبايا وأسرار، وكذلك تحديد ومعرفة أبعادها القانونية والاقتصادية والتكنولوجية، فعقدت من أجلها المناقشات والمؤتمرات تلو المؤتمرات، وفي جميع الأصقاع كأنها حمّى مرضية أصابتنا نتجت عنها حالة رعب وذعر اجتاحت حكومات الأرض بأكملها!

ذلك الهاجس، لم يكن ببعيد عن أرض الكويت، وهي التي تعد من أكثر الدول العربية نشاطاً في تويتر حسب آخر الدراسات، حيث انعقد قبل أيام المؤتمر الإقليمي الأول لشبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجي، ولمدة يومين في فندق ريجنسي، والذي للأمانة نجح منظموه، وبدرجة كبيرة، في إشراك العديد من الفعاليات القانونية والاقتصادية والهامات التجارية، وكذلك أصحاب المبادرات والخبرات التكنولوجية المميزة وبالذات الشبابية، سواء من داخل الكويت أو من خارجها (شمل خبراء دوليين من أستراليا إلى سان فرانسيسكو)، وهو الذي إن دل، فهو يدل على حرص منظميه على الوصول بهذا التنظيم إلى أقصى درجات النجاح وبمستوى مشرف، والخروج بتوصيات كفيلة بإصلاح أوجه الخلل ومكامنه، بعد الكشف الكامل والتحليل المتكامل ومن كل الجوانب، والتي تعنى بشبكات التواصل الاجتماعي أو «السوشيل ميديا» وبكل ما تحمله من غموض وتحديات، وفك تعقيداتها وتشابكها القانوني، وهذا الشق بالذات كان ذا جدل كبير في الشارع الكويتي، وما زال، فيما تشهده البلاد حالياً من حراك سياسي ونشاط قانوني ساخن، لم يسبق له مثيل!

يذكر أن هذا المؤتمر كان تحت رعاية سمو رئيس الوزراء حضره نيابة عنه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب وأكبر داعم له الشيخ سلمان الصباح، حيث كان وجوده خير دليل على اهتمامه البالغ لفهم ركائز المتغيرات الحقيقية في عالم التواصل الاجتماعي، وتأثيراته القانونية والاقتصادية، خصوصاً علينا نحن في الكويت!

ولكن، تبقى، دائماً وللأسف بعد نهاية كل مؤتمر، أسئلة مهمة تدور في أذهان من حاضر ومن حضر، يا ترى، هل سيتم تطبيق التوصيات؟ وهل سيؤخذ بعين الاعتبار المناقشات التي دارت، والأسئلة التي طرحت، والأفكار التي نوقشت، أم أنها ستصبح لاحقاً مجرد كلام لتكون مع مرور الوقت كبخار ماء أو هشيماً تذروه الرياح، ولسان حال «البعض» يقول، «فكونا من هالكلام الفاضي» ولننشغل بصراعاتنا حتى ننتصر؟!

محمد الجدعي
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.