“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
اعتقد ان حماسة الشباب الكويتي وميلهم الطبيعي نحو الاصلاح ونحو ايجابية التفكير وترفعهم عن الاصطفافات القبلية والطائفية والفئوية ورغبتهم الصادقة في تطوير مجتمعهم من المفترض ان تُستثمر في تكريس “المواطنة الكويتية الايجابية.” فما نحتاجه هذه الايام هو استثمار طوعي وفاعل لطاقات شبابنا الكويتي الحر والمستقل وتكريس لحماستهم وحسهم الوطني الرفيع بهدف نشر الوعي في مجتمعنا حول “المواطنة الايجابية” وكيفية تحقيقها في حياتنا اليومية. فالاكثر فعالية في نشر الوعي العصري حول طرق ووسائل واساليب تحقيق حياة يومية مثمرة وبناءة وعملية وايجابية يكمن في المساهمات الايجابية للشباب الكويتي الواعي. فأي حماسة شبابية لا تصب مباشرة في مصلحة الوطن والمجتمع لن تحقق نجاحات فعلية على ارض الواقع. فالارادة الشبابية الحرة تترفع عن المصالح الانتخابية الموقتة وتسخر جهودها الصادقة لما فيه مصلحة وطنها. ومن هذا المنطلق, فان الجهد الشبابي الايجابي نحو نشر التوعية في النسيج الاجتماعي حول المواطنة الكويتية الايجابية مسؤولية شبابية بحتة.
اضافة الى ذلك, شبابنا الكويتي الواعي عليهم مسؤولية نشر التفاؤل في مجتمعهم. وهم ايضا مسؤولون عن مكافحة التشاؤم المفبرك, فجهودهم وطاقاتهم الشبابية هي التي تصنع التفاؤل وهي التي تكرس مواطنة كويتية ايجابية وبناءة. فلا يمكن في اي حال من الاحوال ايجاد حاضر ناجح ومستقبل واعد ما لم يكرس شبابنا الكويتي ذوو الحس الوطني الرفيع كل طاقاتهم وكل ما يتمتعون به من مهارات وقدرات هائلة لتشييد حياة كويتية يومية ناجحة تستقي من ثوابتنا الوطنية مبادئها الاخلاقية النبيلة. بل ان شبابنا الكويتي الحر والذي يملك كما هائلا من الوعي الايجابي والحكمة واستقلالية الراي سيتمكنون من استثمار طاقاتهم لتحقيق مصالح وطنهم. فهم قدوتنا في حاضرنا وفي مستقبلنا.
شبابنا الكويتي هم قدوتنا الوطنية الحسنة وهم جزء رئيس من ضميرنا الوطني الحي وهم من نتوقع منهم كل الخير لمجتمعهم ولوطنهم. فحماستهم الشبابية للاصلاح ورغباتهم الصادقة والبريئة من المصالح الضيقة هي التي ستجعل شبابنا الحر قدوة للمواطنة الايجابية. بل ان شبابنا الكويتي الواعي سيتغلبون بطبيعتهم الايجابية على كل مظاهر السلبية والتسيب والمماحكات السياسية العقيمة. فحماسة شبابنا وعفويتهم وحرصهم على مصالح وطنهم ووحدته الوطنية وايجابيتهم وحسهم الوطني الرفيع لا يمكن ان ترهنها او تستغلها الاجندات الشخصية والانتخابية الموقتة.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق