اشاد الروائي التونسي البارز حسنين بن عمو اليوم بالاهتمام الكبير الذي توليه دولة الكويت للادباء والمثقفين العرب وكذلك بدورها في نشر الثقافة في الوطن العربي عبر سلسلة من المنشورات الثقافية والعلمية الفكرية.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش محاضرة له بعنوان (الثورات العربية وتداعياتها على الفكر العربي) نظمها المركز الثقافي والاجتماعي التونسي في فيينا.
وقال بن عمو ان المنشورات الفكرية والثقافية الكويتية ومنها مجلة (العربي) ساهمت في تعزيز علاقة بين اجيال من المثقفين العرب وحفزت مواهبهم على امتداد الوطن العربي منذ أكثر من نصف قرن لتقديم كل ما هو متميز بفضل كوكبة من المع المفكرين العرب وفي مقدمتهم طه حسين وعباس محمود العقاد ونجيب محفوظ وعبدالهادي التازي ومحمد غانم الرميحي وجابر عصفور.
وشدد بن عمو على ضرورة استفادة المثقفين والمبدعين العرب من طاقات بعضهم بعضا لاعطاء زخم جديد للثقافة العربية التي قال ان دورها بدأ بالتراجع والانحسار في مختلف المجالات بسبب الاوضاع العربية المتردية.
وحذر الروائي التونسي من التدهور الخطير الذي تشهده اللغة العربية قائلا ” انها اصبحت على درجة خطيرة من الوهن والضعف”.
وشدد على ضرورة الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها من اللغات المحلية الهجينة والمهلهلة.
وحول الاسباب التي جعلت اللغة العربية تنحدر الى هذا المستوى قال ان “ما شهده عالمنا العربي من غياب للحريات طيلة عقود من الزمن وما عاشه الكاتب والمفكر العربي من تضيق على مستوى الابداع جعل اللغة العربية في حالة مرض مزمن”.
ولفت الى اهمية ان “تكون اللغة العربية موحدة ومتكاملة بالمعنى السياسي والاجتماعي كي نتمكن من صياغة مشروع ثقافي موحد في المستقبل”.
وعن مستوى اقبال المواطن العربي على القراءة وصف بن عمو نسبة الاقبال بانها “مخجلة جدا” لافتا الى احصائيات الامم المتحدة التي اشارت الى ان معدل ما يقرأه المواطن العربي سنويا لا يتجاوز ربع صفحة فيما وصل معدل القراءة عند المواطن الامريكي 11 كتابا والبريطاني سبع كتب في العام.
وحول طبيعة التنسيق القائم بين الادباء والكتاب العرب للارتقاء بالكتاب العربي قال الروائي التونسي ان الابداع في الادب وغيره هو احساس انساني بحت لا يحتاح الى التنسيق الا ان مسألة التواصل بين الكتاب والادباء العرب امر مهم لانه يبعث برسائل ايجابية للمواطن العربي مفادها ان ” اللغة العربية مصدر وحدتنا جميعا وقادرة على مساعدتنا في مواجهة التحديات المشتركة بيننا جميعا”.
وتطرق في حديثه الى حركة النقل والترجمة قائلا ان العالم العربي يترجم اعمال الامم الاخرى “الا ان اعمالنا لا تزال في انتظار من يهتم بها لترجمتها الى اللغات الاجنبية واملنا لم يتبدد في ان نرى حركة الترجمة تزدهر من جديد كما كانت سائدة في العصر الذهبي للحضارة العربية التي نقلت ونشرت المعرفة في اصقاع العالم”.
واوضح ان القارئ العربي بحاجة اليوم الى كتابة تعيد له الثقة في الكتاب العربي داعيا الى قراءة معمقة لمعرفة الاسباب التي جعلت كتب ابن المقفع والف ليلة وليلة وغيرها من الكتب الخالدة في الادب العربي تترجم الى العديد من اللغات وتحظى بقيمتها الادبية العالمية رغم مرور الاف السنين.
وردا على سؤال حول امكانية ان تشهد الرواية العربية بشكل عام والتونسية بشكل خاص انطلاقة نحو العالمية قال بن عمو ان العالم العربي يشهد حالة ثورية ربما يتمخض عنها بروز كتاب وروائيين جدد يعكسون في كتاباتهم معاناة الانسانية وما يمكن ان يخرج من رحم الثورة من احداث ورؤى جديدة تستطيع ان تحلق بالراوية العربية بشكل عام والتونسية بشكل خاص الى مصاف الرواية ذات الحس العالمي.
واضاف ” ولا غرابة في ذلك اذا عرفنا ان الكولومبي غبريال غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل في الادب عام 1982 انبعث من بيئة ليست أفضل من بيئتنا”.
واعرب بن عمو في ختام حديثه عن امله في ان يعم العالمين العربي والاسلامي السلام الذي يولد الخلق والابداع ويأتي منه الانخراط في العمل متمنيا ان تهدأ نيران الحروب والفتن التي باتت حكرا فقط في عالمنا العربي.
قم بكتابة اول تعليق