الصيف على الابواب.. ومطلوب من «الكويتية» ان تضع ركابها في بؤرة اهتماماتها، وقيادات الشركة تدرس الملابسات والظروف الاخيرة التي اوصلتها الى هذه الاوضاع غير المقبولة في وقت تعاني فيه معوقات مادية ومالية حادة، اضافة الى تزايد المنافسة والافتقار الى البنية الاساسية المناسبة، لذلك فإن الحاجة متنامية الى قيام ادارة الشركة باستعراض واسع النطاق لتلك القرارات المفاجئة وصولا الى تحقيق التناغم بين القواعد المتضاربة حتى يمكن لـ«الكويتية» ان تستمر في سوق النقل الجوي الذي تحول الى ساحة قتال، لن يتحقق النصر فيها الا لمن يقدمون افضل نوعية من الخدمة مقابل اقل الاسعار التنافسية، ويتمثل هذا النصر في عملاء راضين عن تلك الخدمة، وارباح تكفي لتمويل النمو من خلال موازنة سليمة.
ولن تستطيع «الكويتية» ممارسة نشاطها في ظل «سيناريو البقاء» الا اذا كانت قادرة على الاستجابة سريعا لطلبات السوق.
الوقت يمضي!
وعلمت «الوطن» من مصادرها ان من ابرز التحديات والصعوبات التي تواجه ادارة «الكويتية» هي كيفية تمويل استئجار 5 طائرات عريضة البدن من طراز البوينج (B777) لا يتجاوز عمرها التشغيلي ثلاث سنوات اضافة الى طائرتين بالاسطول الحالي ليصبح اجمالي الطائرات من هذا النوع 7 طائرات، وان تستأجر كذلك 7 طائرات من الايرباص A320 اضافة الى 3 طائرات في الاسطول الحالي ليصبح اجمالي الطائرات من هذا النوع عشر طائرات، وبالتالي تظل «الكويتية» محتفظة بعدد 17 طائرة.
واضافت المصادر ان هذه الطائرات سوف يتم استئجارها عن طريق شركات تصنيع الطائرات، وتأمل «الكويتية» ان تتسلم الطائرات المستأجرة قبل موسم الصيف، وان هذا الامر مرهون بتوفير السيولة اللازمة، كي يتسنى لـ«الكويتية» توقيع العقود في الثلث الاول من ابريل المقبل، والا تصبح تلك الشركات في حل من وعودها، وتجري المفاوضات مرة اخرى على الطائرات المتوافرة والمتاحة في السوق، وهو امر تكتنفه بعض المخاطر نظرا لاقتراب الموسم النشط لسوق النقل الجوي وزيادة الطلب على العرض، حيث يعد الايجار قصير المدة لنحو 3 سنوات أو اكثر هو الحل الامثل لـ«الكويتية» خلال الفترة العصيبة الراهنة التي تمر بها الشركة التي تعاني من ضيق مالي ولا تتوافر لديها القدرة على الشراء.
بدون الأطقم الطائرة
واوضحت المصادر ان التأجير لن يكون بنظام التأجير التشغيلي (ACMI) مثل المرات السابقة أي ان العقد لن يشمل التأمين والطيارين والصيانة، وانما سوف تلجأ «الكويتية» لتأجير الطائرات فقط بمعنى استخدام اطقم الطيارين والمضيفين التابعين للشركة وكذلك الصيانة والتأمين واستغلال الموارد البشرية في «الكويتية» المؤهلة والمدربة والتي يشهد لهم بالكفاءة بالاضافة الى ترشيد الانفاق وتقليص المصروفات لتحقيق قدر عظيم من العائد وزيادة ساعات طيرانها الذي سوف ينعكس على زيادة الايرادات، حيث تقوم الطائرات نحيفة البدن بثلاث رحلات يوميا، واثنتين لعريضة البدن.
الإبقاء على طرازين
وفي السياق ذاته، علمت «الوطن» ان «الكويتية» تعتزم احالة 12 طائرة قديمة الى التقاعد، لكنها بطبيعة الحال بدون شيك ذهبي مثل الذي حصل عليه الموظفون الذين تم تشجيعهم على التقاعد طبقا لرغباتهم في اطار قانون الخصخصة، بينما هذه الطائرات الخردة عبئا على «الكويتية» وتستنزف مواردها، ويجب التخلص منها حين تتوفر عملية الاحلال بطائرات اخرى بديلة افضل منها.
وتعتزم «الكويتية» الاستغناء عن ثلاث طائرات من طراز الايرباص (A310) وكذلك 5 طائرات من طراز الايرباص A300، واربع طائرات من طراز الايرباص A340 لتتخلص «الكويتية» من انواع الطائرات المختلفة والمتعددة بهدف تقليص انواع الطائرات في الاسطول الى نوعين فقط هما الايرباص من طراز A320، والنوع الآخر هو طائرات البوينج من طراز B777.
وقالت المصادر انه في حالة تطبيق تلك الخطة فسوف يصبح اسطول الكويتية يشتمل على نوعين فقط من الطائرات الصغيرة والكبيرة مما يحقق وفورات اقتصادية في التشغيل والصيانة وقطع الغيار والتدريب وغيرها.
انخفاض السعر السوقي
وألمحت المصادر ان احالة 12 طائرة متهالكة الى التقاعد من اسطول الكويتية ليس بالامر السهل، فهناك من التحديات والصعوبات ان تعترض التخلص من تلك الطائرات لأن تكاليف الاستغناء عن الطائرات القديمة وتكلفة تخزينها حتى تسويقها للبيع باهظة تصل الى 27 مليون دولار في السنة، وان تكلفة طرازي A300، وكذلك A310 للحفاظ عليها طوال فترة تخزينها لحين بيعها تبلغ 1.25 مليون دولار سنويا.
ويقدر السعر السوقي لهذه الطائرات القديمة بنحو 150 مليون دولار.
قم بكتابة اول تعليق