اللهم لا تشتتنا في بقاع الارض لا نجد ملاذا يضمنا ولا وطنا يحتضننا.. اللهم لا تخلينا من هذا الوطن الطيب الذي يعطي اكثر مما يأخذ.. ويدلل اكثر مما يعاقب.. اللهم لا تحرمنا من ارض نقبلها كلما شعرنا بخوف الآخرين في ارضهم… اللهم لا تحرمنا من بلدنا الذي نجد فيه العز والعزوة.. اللهم احفظ لنا وطننا واحفظ امنه وامانه.
تناقلت وسائل الاعلام خبر اعتقال سليمان ابو غيث، المواطن الكويتي سابقا، قبل ان تسحب منه الجنسية الكويتية لاسباب امنية.. فظل هائما في بقاع الارض.. حين قرر الفرار من افغانستان متوجها الى ايران التي استقبلته وبعض افراد «القاعدة» الذي كان هو الناطق الرسمي باسمه في عزه.. لينضم الى مجموعة من افراد «القاعدة» الذين استوطنوا ايران قبله هربا من الملاحقة الدولية لهم.
ووفق ما جاء في عمود الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في صحيفة «الشرق الاوسط» فقد اعطت ايران للغيث جوازات سفر ايرانية اصلية له ولابنائه واخلوا سبيله وسمحوا له بالسفر الى تركيا.. التي ابلغتها ايران بوصول الضيف الخطر وفق قول الراشد.
الاتراك قبضوا عليه وقرروا تسليمه الى الاميركان ولكن ليس على اراضيهم بل في الاردن ليتم تسليمه هناك.. واشترط الاردن لقبول ذلك ان يتم ترحيله فورا من الاردن بعد وصوله.. وقد قام الاتراك بتركيب الغيث الطائرة على اساس انها متجهة الى الكويت عن طريق الاردن.. اي انها ستتوقف ترانزيت في عمان.. وعلى ارض مطار عمان تسلمه الاردنيون وسلموه للاميركان مكبلا.
هذا التخلي المتسلسل من بعض الدول عن الغيث انصياعا لتعليمات اميركا.. بعد ان فقد جنسيته الكويتية ولم يجد ارضا تضمه.. جعل منه مواطنا لا هوية له يبحث عن الامان في كل دولة يصلها فيفاجأ انها تنوي التخلي عنه من دون ان يعلم.
لهذا اقول اللهم لا تشتتنا في بقاع العالم بسبب حماس خارج نطاق مصلحة وطننا.. او لتحقيق هدف اوسع من مصلحة الوطن.. اللهم احفظ لنا جنسيتنا الكويتية.. اللهم لا تعيزنا الى من لا نثق بهم ولا نرغب فيهم.. اللهم ابق وعينا دائما وابدا لاهمية هذا الوطن.. واعنا على الحفاظ عليه.. ومساعدة من لا يعي ذلك على اليقظة ومحاسبة الذات قبل ان يزل لسانه او تزل قدمه في هاوية يبتعد فيها عن الوطن ومصالحه.
والله يحفظج ديرة.. ما مثلج ديرة.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق