حسن جوهر: المعارضة بدأت تتمزق

شهدت الساحة السياسية امس جملة مواقف عكست التباين بشأن المطالبة بالحكومة الشعبية او الحكومة المنتخبة اي ان يأتي رئيس وزراء من رحم صناديق الاقتراع، كما طالب النائب السابق مسلم البراك في بيان على حسابه في تويتر، واتهم البراك الحكومة بتجاوز الدستور، وقال لا حوار مع السلطة وليس لدينا اي شيء نقدمه لها للتنازل.

وفي ندوة ديوان سامي المنيس امس الاول، قال النائب السابق حسن جوهر إن المعارضة بدأت تتمزق ولابد من تقييمها وفلترتها لاعادة التحرك بشكل ايجابي.

اما مجموعة 62 فقد اصدرت بيانا امس طالبت فيه الحكومة بردع كل من يحرض على اثارة الفتنة، ودعت الى مواجهة خطاب الكراهية.

ودعا الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم في حسابه على تويتر الى حل كتلة «الاغلبية»، وتكريس العمل السياسي الهادف الى الاصلاح، وتحييد العمل البرلماني الهادف الى اعادة الانتخاب.

اتفق نشطاء سياسيون وأكاديميون على ضرورة إبعاد القبيلة عن الحياة السياسية وعدم الزج بها في آتون الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، معتبرين أن تشكيل «كتلة العمل الشعبي» قبل سنوات كان محاولة مخططة لإقحام القبيلة في هذا المعترك.

وشددوا خلال مشاركتهم في ندوة «الواقع السياسي وتحدياته التي عقدت بديوان سامي المنيس مساء أمس الأول على ضرورة إيجاد علاج ناجع وفوري لأزمات المعارضة الحالية عبر فلترتها أولا والعمل على جمع كل الفرقاء على طاولة واحدة للاتفاق على القواسم المشتركة التي يمكن من خلالها التحرك بشكل إيجابي وفعال.

مرض سياسي

في البداية أكد النائب السابق، د. حسن جوهر أن المجتمع يعيش حالة من المرض السياسي والاجتماعي والثقافي بدأ يستفحل معبرا عن أسفه لمشاركة الجميع في وجود تلك الحالة سواء بعفوية أو عن قصد.

وأوضح جوهر أن النتيجة الحتمية لتصرفات الجميع هي زيادة المرض في الجسد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن أعراض المرض كثيرة منها وجود محاولات حثيثة ومنظمة لتغييب مفهوم الدولة، إذ أن مقومات الدولة الثلاث وهي الشعب والسلطة والمؤسسات تعاني خللا كبيرا، لافتا أن من بين الأعراض أيضا الحالة البائسة من الخلل الكبير والتمزق الذي يعانيه النسيج الاجتماعي الكويتي حاليا رغم أن هذا النسيج الكويتي من المقومات الأساسية للدولة، معتبرا أن البعض يسعى وبشكل متعمد لنخر النسيج الوطني.

تخوين

وأضاف جوهر أننا نواجه أنواعا من التخوين والتحريض والتشنج التي تؤثر في نسيج المجتمع ومن بين الأعراض المرضية أيضا وجود دمى سياسية يتم تحريكها من وراء الكواليس عبر أقطاب ومتنفذين وسياسيين وأطراف في الأسرة وهؤلاء يحركون هذه الدمى لتحقيق أهدافهم على الرغم من أنه ليس عيبا أن يعبر الإنسان مباشرة عن رؤيته كمثال للحوار والنقاش لتكون الحجة بالحجة أما تنفيذ الأهداف بشكل خفي فهو يزيد المرض الذي نعانيه.

مسطرة القانون

وأوضح أن من بين الأعراض الخطيرة، أيضاً، غياب «مسطرة القانون» على الجميع، لوجود قضايا على طرف دون آخر، بالرغم من وجود من يهدد كيان الدولة، ولا تتم محاسبته، وهو ما يزيد حالة الاحتقان لدى بعض أبناء الدولة، معتبراً أن خضوع الجميع لمسطرة واحدة يحصّن تلك المحاكمات من الطعن فيها.

واعتبر جوهر أن المجلس الحالي وقع في الأخطاء نفسها التي وقعت فيها المجالس السابقة، وأنه يعاني كثيراً من السلبيات، مدللاً على وجهة نظره بالحديث عن بعض التشريعات التي جاءت بناء على ردود فعل، وهو ما جعل المجلس يرتكب الأخطاء السابقة نفسها، فضلاً عن أنه جاء لمحاربة الحرية وتقليصها وتمزيق أواصر المجتمع بشكل أكبر من خلال بعض التشريعات المشبوهة، ومنها منع أبناء المتجنسين من الترشيح مستقبلاً.

ولفت إلى أن الحالة التى نعيشها ليست نتاج مجلس الصوت الواحد، وإنما هناك مجتمع مريض لا بد من وجود علاج لكثير من الظواهر المرضية المنتشرة فيه، مشيراً إلى أهمية الحوار لعلاج تلك الظواهر المرضية.

تراجع

وأشار إلى أن المعارضة السياسية مرت تاريخياً بتجارب قد تكون شبيهة بالمعارضة الحالية، فهي تبدأ بقوة وبزخم شعبي ثم تتراجع حتى تختفي، واليوم نرى المعارضة وقد بدأت تتمزق بينما كانت في قمة ذروتها وقوتها قبل سنتين عبر طروحات واضحة، ولكن الزخم بدأ ينحسر، ورأينا قضايا شخصية تصب في مصلحة أشخاص ورموز بعينها.

وأشار إلى أن المعارضة لم تنجح تاريخياً في تحقيق مطالبها عبر ميلاد مشروع دولة، مضيفاً أن المعارضة الحالية فشلت في الاستفادة من تجارب الماضي، ولم تقدم مشروعاً بديلاً للدولة، مشيراً إلى أن النظرة المستقبلية للمعارضة يمكن إيجازها في كلمة واحدة وهي «الانتظار»، فنحن ننتظر حكم المحكمة الدستورية، وننتظر الانتخابات المقبلة، وهو ما يعني أننا لا نملك مشروعاً حقيقياً، لأن التحرك عبارة عن ردة فعل، وهو يعني أنه لا مشروع أو خطوات موجودة على أرض الواقع.

وأوضح أن الحوار يجب أن يكون لبناء جبهة جديدة، سواء بمسمى الجبهة الوطنية أو جبهة المعارضة التي يجب أن تبنى على أسس واضحة تنتهي بوضع وثيقة يتفق عليها الجميع، لنستطيع وقتها أن نحاور السلطة المسؤول الأول عن كثير من المشكلات التى نعاني منها.

ردة فعل

وأشار جوهر إلى أن طرح فكرة الحوار خلق نوعين من ردة الفعل، أولهما من أصحاب النفوذ الذين يهددهم وجود جبهة واضحة ومحددة للمعارضة، ولكن المفاجأة الأكثر غرابة كانت في أن ردة الفعل الأخرى المناهضة للحوار جاءت من بين من يسمون أنفسهم بالمعارضة في محاولة لضرب هذا المشروع، لافتاً إلى أننا تعودنا على خروج بعض «القنابل الدخانية» بين وقت وآخر، وآخرها ما حدث قبل يومين من دعاوى تثير بعض النعرات الطائفية، لافتاً إلى أنه نصح المعارضة، منذ سنتين، باستبعاد بعض العناصر الطائفية والمثيرة للنعرات، حتى يمكن أن نكون أمام مشروع جامع للمعارضة يجمع كافة فئات المجتمع.

ولفت جوهر إلى أن الأسلوب «المريض» الذي يتبناه البعض من أصحاب الطروحات العنصرية من قبيل استخدام مصطلحات «الصفويين» وغيرها، القصد منه إفشال مشروع الحوار ووئده، معتبراً أن من يحاول عرقلة الحوار يعاني من مرض نفسي يريد أن ينشره بين الناس.

وزاد إن مرضنا بحاجة إلى علاج «كيماوي» قاس يفترض أن يكون بيد الكل لأننا مقبلون على مرحلة غير مسبوقة من التطورات الإقليمية والسيناريوهات الجديدة في المنطقة من قبيل إعادة تقسيم ورسم الحدود في بعض الدول وإنشاء كيانات على أسس طائفية بشكل صريح فإذا لم نكن جاهزين ولدينا رؤية واضحة للتعامل معها فإننا سنكون أمام خطر كبير. وأضاف أن أحدا لا يستطيع أن يزعم قدرته على التحرك من دون الآخرين لذا لابد أن تتلاقح جميع الأفكار لنختار منها ما عليه إجماع ونترك الخلافات لمرحلة تالية لأن الأساس أن نلتقي على ما يجمعنا لأننا لا نستطيع تحقيق شيء في ظل هذه الفرقة.

تطور سلبي

من جهته، اعتبر الناشط السياسي ناصر العبدلي أن السنوات الماضية شهدت ما يصفه البعض بالتطور السياسي السلبي، فكل المجتمعات تنتقل من مرحلة الى مرحلة أخرى في هدوء، أما الكويت فلا يوجد فيها تنظيمات سياسية معلنة تساهم في تطوير الحياة السياسية حل ما يعرف بـ «التأزيم بين المجلس والحكومة» محل التطور الديموقراطي الإيجابي.

وأوضح أن الحكومة كانت تتهم المجلس بالتأزيم وقد كنا نرى أحيانا أن هناك مماحكة بينهما لكن بمرور الوقت ثبت أن الأمر أكبر من مجرد المماحكة وأنه يتعلق بفكرة التطور الديموقراطي إذ لم تتمكن القوى الوطنية والسياسية من تحقيق تطور ديموقراطي سليم.

وأوضح أن فكرة التطور الديموقراطي لها منظوران أحدهما نخبوي يتعلق بنظام الحكم وتطوره والاخر شعبوي ينظر له على أنه ما يحقق مصالحه المباشرة، مضيفا انه حتى وقت قريب كانت هناك قوى سياسية محددة ومعروفة مثل الإخوان والسلف.. وغيرهما، ولكن مع الأسف هناك من أقحم القبيلة وخرجت لنا كتلة العمل الشعبي والتي تعتبر محاولة صريحة لإقحام القبيلة في العمل السياسي على الرغم من وجود بعض الشرائح انضوت تحتها للحيلولة دون القول انها محاولة لإقحام القبائل، معتبرا أن هناك سياسة مرسومة للزج بالقبيلة في العمل السياسي.

وأضاف أن القبيلة استخدمت في السياسة بل ووصل الأمر إلى استخدام مفردات قبلية في العملية السياسية لم تكن معروفة من قبل، ومن تلك الشعارات التي استخدمت في الحراك على شاكلة «إما نكون اللي نبيه والا عسانا ما نكون»، مشيرا إلى أن إقحام القبيلة شارك فيه التيار الإسلامي الذي حاول الاستفادة من هذا الحراك السياسي.

سعة الصدر

من جهته، قال رئيس جمعية حماية المال العام أحمد العبيد اننا نفتقد اليوم إلى سعة الصدر في تقدير الرأي الآخر، معتبرا أن الواقع السياسي أثبت أن بعض السياسيين الذين حاولوا حرق المراحل السياسية احترقوا هم وأن عليهم أن يعرفوا أن الحسابات المرتبطة باستمرار العضوية في المجلس قد انتهت.

وأضاف ان المطلوب أن نواجه كل مجموعة سياسية بايجابياتها وسلبياتها وما قدمته وما فرطت فيه، ولابد أن نملك القدرة على الصراحة والاعتراف وأخطر ما كان في التحرك السياسي كان في ما يتعلق بالأمن الاجتماعي وكان خطيرا ربط السلم الاجتماعي بالحراك السياسي وبعض السياسيين حاولوا أن يفرطوا في السلم الاجتماعي على أمل أن يكون للحراك نتيجة.

التميمي: الأغلبية السابقة كادت تحولنا إلى «طالبان»

قال عريف الندوة عامر التميمي ان ما نراه اليوم في الكويت هو غياب الفكر السياسي، مشيرا إلى أن المعارضة تفتقد للمصداقية في قضية الإصلاح مدللا على ذلك بأطروحات الأغلبية عقب انتخاب مجلس الأمة المبطل والتي تضمنت تعديل المادة الثانية والمادة 79 من الدستور بشكل يحول الكويت إلى ما يشبه الدولة الدينية. وانتقد التميمي تصويت التيارات المدنية على هذه المشروعات استجابة للابتزاز السياسي الذي كاد يحولنا إلى طالبان أخرى عبر المطالبة بهدم الكنائس وغيرها.

وأوضح أن المعارضة عليها أن تطرح برامج واضحة وأن تتحرر من كل العناصر التي تعرقل المواقف الحقيقية للإصلاح فقد مررنا بتجارب إصلاحية في الستينات وغيرها من السنوات ولم يكن هناك استقطاب قبلي أو طائفي كما نراه الآن وهو شيء خطير يحتاج للمواجهة.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.