رحب البعض… واستهجن البعض الآخر دعوتَنا للحوار الشبابي الأسبوع الماضي، لكن السؤال الذي أجمع عليه الكل: لماذا الآن؟ والحوار مع من؟!… وكأن الدعوة إلى الحوار، مجرد “الدعوة”، شبهة تحتاج إلى تبرير!
«البداية»
صدر المرسوم رقم 2012/20 بتعديل النظام الانتخابي وفق المادة “71” من الدستور… وبلا شك، بمجرد صدوره انقسمت الكويت سياسياً واجتماعياً، وهي ظاهرة لم نشهدها من قبل، وبغض النظر عن الخلاف الدستوري والانقسام الاجتماعي الذي أحدثه المرسوم، شارك مَن شارك وقاطع مَن قاطع “وأنا منهم”… لست هنا بصدد سرد أو تحليل مبررات الطرفين فلن أكون منصفاً لإيماني بموقف مازلت متمسكاً به، فلكل من الطرفين مبرراته وحججه، وهي بكل تأكيد مقدرة… لكنْ أما آن الأوان أن نتجاوز هذه المرحلة ونتحدث عن المستقبل؟ الوقت يمر، والأوضاع لا تسر، وكل تأخير ستكون كلفته عالية جداً على البلد.
«الحوار مع من؟»
سؤال مهم وصعب جداً في ظل انقسام “المعارضة” وتشتت القوى الشبابية، أعتقد أن الحوار مع النفس أولاً، فالتصعيد والعناد، دون برنامج واضح المعالم ومحدد الأهداف وبرنامج زمني وآلية لتحقيق هذه الأهداف، مكابرة ومضيعة للوقت… وفي الجانب الآخر فإن موالاة السلطة دون نقد لتصرفاتها، نكايةً في الطرف الآخر، سذاجةٌ سندفع جميعاً ثمنها غالياً.
بكل تأكيد هناك نقاط اتفاق، نستشفها بمجرد سماع تذمر الجميع من أوضاع البلد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً… المُقاطع يتذمر، والمشارك يتذمر، إذن لنعترف أن هناك مشكلة، وهناك نقاط اتفاق من الممكن الالتقاء عليها واستثمارها بغض النظر عن مواقفنا السابقة وقناعاتنا، علينا إيصال رسالة إلى السلطة بأن ما حصل في الفترة الماضية غير مقبول، وأن اللعب على المتناقضات لم يعد مقبولاً، ولا عاد وجود حكومة تجتمع أمام كاميرات الإعلام، بينما القرار يتخذ في مكان آخر، مقبولاً! الكل يريد وطناً مزدهراً، نفاخر به… وطناً يجمع لا يفرّق… كما كان، لكن إلى أن يكون لدينا برنامج متكامل واضح المعالم بآلياته وتوقيته، لننسَ “مقاطع” و”مشارك”!! ولنتحاور.
“مازال في الوقت مُتسع”
الكويت تستحق الحوار والاتفاق… الوقت يمر… دعونا، ولو لمرة، نجاريه!
مازال في الوقت متسع
ومازال الحلم ممكناً.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق