في العام 2009، أطلقت مجموعة شبابية حملة سياسية مميزة جاءت تحت شعار «ارحل نستحق الأفضل»، والمقصود بها رحيل رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ ناصر المحمد. كان التفاعل الشعبي مع تلك الحملة ليس في المستوى المطلوب في البداية، ثم بعد أن تضافرت الجهود، رحل ناصر المحمد بقرار شعبي، كما تم حل مجلس 2009.
وفي بداية التقارب بين الحراك الشبابي وجهود نواب مجلس 2009 المعارضين، ساد بين الشباب غضب تجاه النواب، حتى أن المجاميع الشبابية نظمت فعالية في شهر مارس 2011 وقررت عدم السماح لأي نائب بالحديث فيها. كان الشباب يرون أن خطاب النواب تقليدي انتخابي.
بعد مضي الوقت، بدأ التقارب يزداد بين الشباب والنواب، ثم تحول التقارب إلى تنسيق وعمل مشترك ساهم كثيرا في نجاح «أغلبية» برلمانية لأول مرة في تاريخ الانتخابات الكويتية. بعد حل مجلس 2012 من قبل المحكمة الدستورية، حافظت كتلة «الأغلبية» على تماسكها واستمرت في العمل لمواجهة مخططات السلطة. في الوقت نفسه بدأت مجاميع شبابية تنتظم وتتصدر المشهد السياسي.
اتخذت «الأغلبية» قرارها بتصعيد المواجهة.. لم يكن هذا القرار محل قبول من جميع أعضاء الأغلبية، بل عارضه عدد غير قليل، إلا أن تنفيذ القرار تجسد في ندوة سالم النملان، ثم ندوة محمد الخليفة، ثم جاء خطاب مسلم البراك الشهير في ساحة الإرادة، وهو الخطاب الذي نتجت عنه صدمة في الكويت، لكنه تسبب في صدمة داخل كتلة «الأغلبية» التي بدأت تتراجع وتعود إلى الخطاب التقليدي القريب من الخطاب الانتخابي. ومنذ ذلك اليوم والأغلبية تائهة، وفقدت تأثيرها على الرأي العام.
واليوم يمكن القول بأن الأغلبية متفككة غير قادرة على التأثير، وبالتالي فقد انتفت مبررات استمرارها، فالكويت تحتاج إلى معارضة قوية لا تعيقها الحسابات الانتخابية.. تحتاج إلى معارضة سياسية لا برلمانية انتخابية، تحتاج إلى معارضة سياسية صرفة.. معارضة شرسة.. معارضة حقيقية لا مجازية.
الكويت تحتاج إلى إصلاح جذري شامل أعمق بكثير من النظام الانتخابي.. وإصلاح منشود كهذا لن يحققه انتظار حكم المحكمة الدستورية، ولن تحققه أغلبية ضعيفة مفككة يسود فيها الخلاف والاختلاف.
إن الخلافات الداخلية في الأغلبية هي التي أدت إلى إنشاء «تنسيقية الحراك» من قبل مجموعة من نواب الأغلبية، وكذلك إنشاء «الائتلاف» من قبل مجموعة أخرى، وفي تقديري فإن الساحة تتسع لعمل «التنسيقية» و«الائتلاف»، أما «الأغلبية» فقد فاتها القطار.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق