لا خير فيكم إذا لم تقولوها… ولا خير فينا اذا لم نسمعها
سيكون هناك يوم اسبوعي للمواطن الكويتي يتحدث فيه مباشرة الى سمو الرئيس.
هكذا بدأ سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك حديثه معنا حينما استقبلنا كمجموعة من كتاب الزوايا في الصحف الكويتية يوم الخميس الماضي… كان حديث القلب الى القلب.. حديث العقل الى العقل.. وحديث عن التاريخ والحاضر وتطلعات وامنيات المستقبل التي تشارك فيها معنا.. الا ان الفرق يبقى بأنه يملك زمام صناعة القرار.. فنحن ككتاب نعبر عن ضمير ومشاكل المواطن الكويتي البسيط والذي نحن منه واليه.. ولهذا فنحن نملك الحق ان نحلم ونتطلع.. ولكن سموه يملك القدرة على التنفيذ.. وهذا ما نراهن عليه.
سمو الرئيس ابدى تقديرا واحتراما كبيرين للكتاب، بل أكد بأنه منذ ان كان وزيرا كانت لديه سياسة ثابته تتمثل في الحرص على انه يرافقه في زياراته الرسمية عدد من الكتاب من مختلف الصحف الكويتية، والحقيقة كانت تلك المعلومة التي ذكرتها حافزا ومشجعا لنا من أجل ان نفتح كافة قضايا المواطن الكويتي بما فيها قضاياه اليومية والمستقبلية.
لم نتوان ككتاب من نقل معاناة الكويتيين في الخدمات وهي احتياجات ضرورية وحساسة، بل وتشكل تحديا على الصعيد الرسمي.. فالمواطن الذي يفتقد الى ابسط الخدمات كالصحة والتعليم والعمل من الصعب عليه ان يستوعب تصريحات الحكومة حول خطة التنمية بـ 42 مليار دينار كويتي.. والد الطفلة جناين التي ادخلها لعلاج ضرس العقل لم يدر بخلده بانها ستنتهي بحالة من الغيبوبة والعناية المركزة، الطالبة التي رسبت واعادت السنة لم تتصور بأنها ستأتيها نتيجة النجاح بعد ستة شهور من بدء الدراسة ولا تعلم هل تعيد السنة.. ام تذهب للسنة القادمة في ظل جهل كامل للمنهج وبالتالي بدلا من السقوط في ثالثة ثانوي يكون السقوط في السنة الرابعة، الاسرة التي تذهب لتناول وجبه غداء او عشاء في احد المطاعم لا تعلم ان كانت تتناول لحوما صحية ام فاسدة تهدد حياة الاسرة بأكملها، الطلبة الخريجون المقبلون على الحياة سيعيشون حالة من الاحباط حينما يعلمون بأن الحكومة تتوافر لديها ما يقارب 20 الف وظيفة بينما المتقدمين يفوقون الـ 200 الف، والسؤال ما العمل مع الافواج القادمة مع كل سنة!!
تلك هي التحديات الخطيرة والمصيرية في التعليم والصحة والتغذية والعمل والمستقبل التي يعيشها المواطن الكويتي، والتي استمع اليها سمو الرئيس وتفهمها وأكد أنها تحظى باهتمامه، بل أكد بتخصيص يوم اسبوعي للمواطن الكويتي لرؤية سموه لاسيما لتلك الحالات التي تصدها الابواب المقفلة..
نعم كان لقاء منفتحا اتسم بشفافية كبيرة ورغبة حقيقية للتواصل مع الشارع الكويتي عبر زوايا الكتاب وهي بداية مشجعة لنا ايضا، حيث اكدنا اهمية ان يتم تفعيل آلية دائمة للقاء سمو الرئيس مع كتاب الزوايا ليتحقق التواصل ولتنقل المعلومة بكل شفافية وصدق واهتمام.
الانفتاح كان حتى في قضايا الماضي التي اثيرت عليها الكثير من الجدل واللغط حيث تحدث سموه عما كان يتم تناقله عنه ايام الغزو من تصريحات مسيئة لمن صمد داخل الكويت حيث اكد قائلا: القول المنسوب الي اثناء الغزو الصدامي زعم مخجل غير معقول ولا يصدقه الانسان الواعي، فقد مكثت خلال الغزو 8 ايام ولم اخرج الا بعد تكليفي بادارة اذاعة الكويت من الخفجي، بل كنت كسائر الكويتيين ممن غيروا هوياتهم وكانت هويتي باسم ياسر بدلا من جابر!!
نعم كان لقاء مفعما بالكثير من التفاؤل والايجابية، ولكن ارجع وأؤكد: نحن نملك حق الحلم والتطلعات بكويت وغد افضل وسموه يملك حق التنفيذ وهذا ما نراهن عليه وسموه أهل لتلك المهمة!!
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق