خالد الجنفاوي: الكويت تستحق التفاؤل وحُسْنَ النِيَّة

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن الكويت الوطن يستحق دائماً حسن النية والتفاؤل من مواطنيه المخلصين. فإذا صدقت عبارة “وعلى نياتكم ترزقون,” فالمواطن الحق هو الذي يصفي نيته تجاه مجتمعه الوطني وتجاه مواطنيه الآخرين, ويمنح وطنه مزيداً من التفاؤل, وبخاصة في وقت يحتاج فيه الوطن لهمم وسواعد أبنائه المخلصين للنهوض به في كل الأصعدة, بل لا أعتقد أنني أبالغ في هذا السياق أذا اكدت أن أحد شروط المواطنة الكويتية الحقة هو صفاء النية تجاه البيئة الاجتماعية الوطنية وكذلك الاحتفاظ بكم هائل من التفاؤل الايجابي حول ما يمكن للمواطن تقديمه لوطنه من جهود مخلصة, وما يمكن أن يقدمه الوطن لمواطنيه من حياة إنسانية آمنة ومطمئنة. فإذا كانت النية الحسنة هي مطية الشخص المؤمن, فالإخلاص للوطن والوفاء له وتكريس الولاء والانتماء للهوية الوطنية الكويتية الشاملة هي المنطلقات الرئيسية للمواطنة الحقة. فالإنسان العاقل والرزين ربما يفقد الأمل في بعض الأشخاص الأنانيين ولكنه لا يفقد الأمل في مجتمعه ووطنه لأن ما يكرس التفاؤل ويحقق النجاحات الفعلية على أرض الواقع الوطني هي السلوكيات والتصرفات الايجابية للمواطن الصالح.
وإذا كانت الكويت هي لكل من يخلص لها ويتقي الله فيها فهي أيضاً لكل من يصفي نيته تجاه مجتمعه الكويتي وأعضائه وتجاه حكومته وتجاه أبناء وطنه الآخرين. فلم يعرف عن إضمار سوء النية تجاه شركاء الوطن الآخرين بأنه كرس حياة إنسانية متكاملة, فالأوطان تبينها الجهود المخلصة وحسنة النية لأبنائها وبناتها. وإذا كان الحق بين والباطل بين, فحسن النية كذلك بين حين تتحقق مقولة: “لكل أمرئ ما نوى.” فالمواطن الكويتي الصالح يدرك في قرار نفسه أن وطناً معطاءً مثل الكويت يستحق التفاؤل في حاضره وفي مستقبله. فالمواطن الحق لا تلهيه العصبيات القبلية أو الطائفية أو الطبقية عن الايفاء بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه الكويت, بل المواطن الكويتي الصالح لا تؤثر فيه السجالات السياسية العقيمة والمُحبطة ولا يؤثر فيه التشاؤم المفبرك الذي يخرج من أفواه وأقلام البعض القليل: فالمواطن الكويتي الحق يؤمن أنه ينتمي روحاً وجسداً لوطنه الكويتي ويدرك أيضاً أنه هو نفسه من يصنع نجاحات وطنه وهو من يكرس فيه حياة إنسانية متفائلة ومتكاملة ومثمرة يستحقها وطن فريد من نوعه لم يبخل على أبنائه بشيء.

*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.