تأخرت في الكتابة عن لقاء رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بعدد من كتاب الصحف المحلية يوم الخميس الماضي، لكن هناك متسعا من الوقت يغفر لي ذلك التأخر وسيمكنني من طرح انطباعاتي عن ذلك اللقاء، والهموم والأسئلة المطروحة فيه، وسأجعل بدايتها: مَن دعا مَن لذلك اللقاء؟ لأنني شاهدت التباسا في بدايته ولم أحصل على إجابة.
أتصل بي أحد الزملاء، وأعتذر عن ذكر اسمه لأنني لم أستأذنه في الإعلان عن ذلك، وقال إن هناك لقاء مع الشيخ جابر المبارك سيحضره 12 كاتبا من كتاب الصحف المحلية، وأرسل لي القائمة بأحد عشر كاتبا وسألني فيما إذا كنت أريد الحضور للمشاركة، فوافقت دون تردد لأنني رأيت فيها فرصة للاستفسار عن بعض النقاط، وقد تضمنت أسئلة الزملاء تلك النقاط فعلا.
فوجئت من خلال حديث سمو الرئيس أن هناك من طلب منه اللقاء، ولم أفهم من فعل، وفوجئت ببعض الزملاء يشكرون سمو الرئيس على المبادرة، ولم أفهم أيضا كيف تكون طلبا ومبادرة في نفس الوقت، لكنني تجاوزت هذا الموضوع وركزت على ما يمكن أن نستمع إليه من خلال الحوار في تفسير بعض الغموض على الساحة المحلية.
ما فهمته من اللقاء أن الحكومة لديها رغبة في العمل والإنجاز وهو أمر ليس بجديد، فقد كان ذلك شعارا مرفوعا منذ استقلال البلاد وحتى اليوم، والمحك دائما التنفيذ لكونه المعيار الوحيد الذي يمكن الاستناد إليه عند التقييم، كما فهمت أن لدى الحكومة رغبة في التعاون مع الجميع بما في ذلك ما يسمى
بالأغلبية البرلمانية، لكن لا أحد لبى رغبتها تلك.
فهمت أيضا أن الحكومة تريد التخلص من جزء كبير من صلاحياتها للمحافظات وإعطاء دور للمحافظين بدلا من «الترزز» في المناسبات الاجتماعية فقط، لكنها لم تستطع ذلك، ولا أعرف ما الذي يمنعها، كما فهمت أيضا أنها تريد أن تترك جزءا كبيرا من صلاحياتها للقطاع الخاص، وخاصة أنها ذكرت في بداية خطتها التنموية أن تلك الخطة تعتمد في نجاحها على دور محوري للقطاع الخاص، ولم تفعل ولم أفهم لمَ لم تفعل؟!
لا أشك لحظة واحدة في رغبة سمو رئيس الوزراء في العمل والإنجاز لكن الوصول إلى تلك المرحلة بحاجة إلى تجديد في البنى القائمة وبناء هياكل جديدة بدلا منها، بالإضافة إلى تبني خطوات غير مسبوقة، والمبادرة حتى ولو كان ذلك عن طريق مبادرات «الصدمة» لتحريك المياه الراكدة لأن أوضاعنا الاستثنائية بحاجة إلى مبادرات من نفس صنفها.
سمو الرئيس.. لست ممن ذهب في جولة مع أحد أقطاب الأسرة الحاكمة إلى الفلبين وغيرها من أجل الحصول على أحد مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية، ولست ممن يريدون «تطيير» قمر اصطناعي والاستفادة من هموم المواطنين بتضخيم أرصدتي، وسأقول ما في خاطري مادامت هناك فرصة لأن أقوله، فليس لدي استثمارات أخاف عليها أو شركات أنتظر أن تحصل على مناقصات.. «ما لم يحاسب الكبير فلن يغلق الصغير فمه».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق