تابعنا باهتمامٍ وقلقٍ ردات الفعل المستنكرة والتي صدرت من العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني على تصريحات النائب الأسبق والأكاديمي د. عبدالله النفيسي والتي دفعت وزارة الداخلية إلى رفع دعوى قضائية ضده تتهمه بالمساس بالوحدة الوطنية.
بادئ ذي بدء لابد أن نؤكد أننا نرفض وبشكل قاطع أي إثارة طائفية ومن أي طرف كان، لأنها تضر ولا تنفع وتهدم ولا تبني وتسيء إلى الوطن وإلى وحدة شعبه وتخلق أجواء من التوتر الخطير.. فهل هذا ما أراده د. النفيسي من كلامه في ندوة الدوسري؟ وهل يعتقد أن مثل هذا الكلام مفيد في هذا التوقيت؟ وها هو قد لمس بنفسه مدى الرفض الواسع لما قاله ومن جميع المستويات رسمياً وشعبياً، سياسياً واجتماعياً وإعلامياً.
إن كلاماً من هذا النوع ما كان يجب أن يصدر من رجل أكاديمي مربٍ للأجيال نتوسم فيه جميعاً أن يبحث عما يجمع لا عما يفرق بين أبناء الوطن الواحد وأن يركز على قضايا تهم الوطن والمواطن وتسهم في دفع عجلة التنمية والتطور في البلاد.
إن الكويت أحوج ما تكون إلى كلمة سواء وإلى مَنْ يدفع بها نحو النماء والرخاء والأمن والأمان وتآلف أهلها، وهذا لا يتأتى إلا بوحدة وطنية قوية ومتماسكة وتعاون وثيق بين أبناء هذا الوطن على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم. وقد تعود الكويتيون دائماً وعلى مدار تاريخهم على التعايش بأمان وسلام واعترافهم واحترامهم للتنوع الثقافي والمذهبي والقبلي بين أبناء المجتمع الواحد وهذا ما جعل الكويت ملاذاً آمناً لكل باحث عن الأمن والأمان ولقمة العيش الكريمة والحرية المنضبطة.
وستبقى الكويت بإذن الله وبحكمة قيادتها وبوعي أهلها وتعاونهم وتعاضدهم سداً منيعاً أمام كل من يحاول أن يسيء إليها وإلى وحدة شعبها ويسعى إلى جعلها ساحة لتصفية الحسابات وسيظل شعبها ملتفاً حول قيادته الحكيمة واثقاً من قدرة هذه القيادة على السير بهذا الوطن نحو أرحب الآفاق.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق