نفيعة الزويد: لماذا نحتفل بأعيادنا الوطنية في الخارج

المواطن ينتظر عيد بلاده لكي يحتفل به. عندنا يهرب المواطنون إلى الخارج.. فمن الواجب أن نعبّر عن فرحتنا داخل الوطن، لنعلِّم أولادنا الولاء له.

تحتم علينا الوطنية والولاء وحب تراب الوطن أن نكشف هذا الجانب للعالم بأسره، فنحن نحتفل بالعيد الوطني والتحرير في شهر فبراير، وهو يتميز بالطقس الربيعي، وجميل أن نكون جميعنا متواجدين في هذين اليومين (25 و26 فبراير) لنعبّر عن فرحتنا للأم الكويت ونزرع ذلك في نفوس أبنائنا أيضاً.

صحيح أن أهل الكويت تعودوا على السفر في الصيف هروباً من قسوة الجو وحرارته وبعد عام من العمل المستمر، فمن حق الموظف السفر للتغيير والراحة والاستفادة من ثقافة السفر، غير أن السؤال: لماذا يسافر الكويتيون في أعيادهم الوطنية، ويتعاملون مع الأمر كعطلة تقليدية؟! أليس وطنهم أحوج اليهم في هذه الأيام من الناحيتين الاجتماعية والوطنية وغيرهما؟!

ولعل الجواب سيكون بان حب الوطن في القلب وليس بالضرورة في الاحتفال والمظاهر، لكن في المقابل، خلو الوطن من أبنائه في ايام عيده سيفقده بهجة الاحتفال والفرح أيضا.

في شأن آخر، هناك أمر يؤلم الكويت، صادفني خلال لقاءاتي العديدة مع العرب الفلسطينيين في أميركا المضللين بمعلومة غير صحيحة وعارية عن الصحة، وهي ان الكويت طردت جميع الفلسطينيين، ولا يوجد أحد منهم منذ عام 1990 وهذا غير صحيح بالطبع.

فكنت أوضح لهم أن هذه إشاعة مفهوم الغرض منها، فلا يزال هناك آلاف من الفلسطينيين يعيشون بأمان وسلام وبحرية كاملة ورفاهية، آمنين في بلدي الكويت، وهم سعداء بخيرها ومستقرون فيها من دون اضطهاد أو مضايقات أبداً.

والسؤال هنا: أين دور الإعلام في التصدي لتلك الأقاويل غير الصحيحة، التي تضر بمصلحة الكويت وسمعتها؟! هل يُعقل بعد 23 عاماً من الاحتلال العراقي الغاشم وإلى الآن يُتَداول في أميركا – وربما غيرها – أن الكويت رحّلت جميع الفلسطينيين من أراضيها، وهم في واقع الحال يعيشون بيننا؟!

وحول موضوع آخر، تابعت فيلم «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل» Thirty Zero Darks للمخرجة كاثرين بيغلو في دار سينما بولاية فلوريدا، والذي يحكي عن اغتيال أسامة بن لادن زعيم «القاعدة». واطلعت على ردود الفعل والانتقادات التي صاحبت عرض الفيلم، سواء من المشاهد العادي أو بعض من أعضاء مجلس الشيوخ أو السياسيين الأميركيين.

وكانت كل تلك الانتقادات تصب في اطار واحد، وهو المشهد الذي بدأ به الفيلم، حيث يخضع فيه المعتقلون للتعذيب لانتزاع معلومات منهم عن مكان بن لادن.

لا يهمني الجانب الفني في الفيلم، وكذلك التسويق التقليدي لصورة الأميركي كبطل خارق، لكن الذي أثار اهتمامي وأزعجني هو ذكر اسم الكويت بشكل متكرر، ومحاولة ربطها بالإرهاب، وان بعض الارهابيين أو الداعمين للإرهاب والمتعاطفين معه يعيشون فيها.

ففي الفيلم مغالطات كثيرة عن واقع حياتنا وحياة شريحة كبيرة من أبنائنا. لذلك نحن بحاجة فعلاً إلى إعلام خارجي متطور ومواكب لكل صغيرة وكبيرة تخص الكويت للدفاع عنها وتوضيح الحقائق، سواء ما يخص الأفلام أو الإشاعات أو تسليط الضوء على بعض الأحداث السياسية وغير ذلك، فالإعلام صناعة متطورة باستمرار وتقنية ذكية جداً، يجب علينا الاهتمام بها والاستفادة منها.

وأخيرا هذا بيت من الشعر استوقفني:

«أرى الحزن لا يجدي على من فقدته

ولو كان في حزني مزيد لزدتهُ

أردت لك العمر الطويل فلم يكن

سوى ما أراد الله لا ما أردتهُ».

نفيعة الزويد
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.