عندما مرت على الكويت في الفترة السابقة والقريبة أحداث سياسية ساخنة الهبت الشارع الكويتي والبيت الكويتي فأصبح الكل ما بين مؤيد ومعارض وما بين الأزرق والبرتقالي، اختلط علينا الحابل بالنابل وبات الكل يدلو بدلوه وبرأيه وعلمه وتوقعاته وتصوراته للمقبل. لقد كنا شعبا محتارا في أمره بسبب ما نقرأه ونسمعه من تصريحات يومية لقياديي الحكومة تحمل بداخلها حزمة من القرارات والقوانين والإصلاحات سوف ترى النور في الأيام المقبلة، ونقول هانت وتقبل الأيام وهي خاوية من أي تنفيذ او تطبيق لما تم التصريح به، وننتظر ويطول انتظارنا الى ان وصلنا الى مرحلة اليأس والإحباط والخوف على مستقبل الوطن، وتتكرر هذه الحالة معنا مع تكرار الوعود والتصريحات الحكومية الجوفاء التي كانت تخرج الينا عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي كانت تقابلها تصريحات برلمانية تشعل الساحة صراعا وتسببت بخروج المتظاهرين الى ساحة الإرادة يطالبون بإصلاحات حقيقية وواقعية ومطالبين بمحاربة رموز الفساد الذي يتكرر تصريحاته وتقل افعالهم. ودخلنا في صراع سياسي بين الحكومة والبرلمان استمر لأكثر من خمسة أعوام، فمنذ عام 2006م الى اواخر عام 2011م تسبب في استقالة الحكومة اكثر من 10 مرات وتم حل مجلس الأمة 4 مرات، وفي كل مرة كنا نستمع اليهم والى تصريحاتهم التي تعود مع كل تشكيل حكومي ومجلس نيابي نضيع مرة اخرى فلم نعد نعرف ما الذي يجري في الكويت ومن نصدق ومن نكذب؟ ومن هو على حق ومن هو على باطل؟ لقد أصبنا بحالة من الخوف والقلق على الكويت وظل العديد من التساؤلات يدور في أذهاننا أين سيجرّون هذه الدولة الحبيبة وهذه الأم الحنونة؟ ماذا يريدون من الكويت؟؟ متى ستهدأ الأوضاع؟؟ والكل يسأل عنا وعن الكويت هل أنتم بخير؟؟ فتكون إجابتنا ان شاء الله نكون بخير!!
وعلى الرغم من كل هذه المخاوف الا اننا كنا على ثقة بان الأمر سينتهي يوما ما وقريبا جدا ستكون الكويت بألف خير. لا أبالغ عندما اقول ان الخير بدأ يلامس أرض الواقع مع بداية عهد حكومي جديد بتولي سمو الشيخ جابر المبارك رئاسة الحكومة الكويتية والتي لاقت ترحيبا من الشارع الكويتي لما يتمتع به سموه محبة في قلب الجميع، والكل يشيد بأنه رجل وطني إصلاحي يعمل لأجل الوطن والمواطن ويضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، إلا اننا في البداية ما زالت مشاعر اليأس والإحباط ملازمة لنا. فلم نعد نثق بأي تصريح حكومي ولا حتى نيابي. ومع مرور الوقت ولما لمسناه على أرض الواقع، فلقد لاحظ الجميع والمتابع للأوضاع السياسية في الكويت أن هناك شعورا بالراحة بدأ يشعر به المواطن الكويتي، ونجد أن الثقة قد عادت امرة أخرى للتصريحات الحكومية والتي تخرج لصالح الكويت والمواطن الكويتي، فبدءا بقانون الإسكان وزيادة القرض الإسكاني ومرورا بقرار وزير الداخلية بخصوص الرخص المرورية وصولا الى التحرك الحكومي في ملف الحدود بين الكويت والعراق، نجد أن الجميع قد لاحظ أن ايقاع العمل الحكومي اصبح اكثر سرعة وان زيارات المسؤولين المفاجئة اصبحت أكثر، فأصبح المواطن الكويتي ينتظر المزيد من التصريحات والتعديلات والإصلاحات بفارغ الصبر… لأنها قول وفعل.
وعلى الرغم من أن موضوع اسقاط القروض او فوائد القروض من على كاهل المواطن الكويتي ما زال محط نقاش وصراع حكومي ونيابي في مجلس الأمة ولم يحسم بعد، إلا ان الجميع لاحظ أيضا ان مستوى النقاش والحوار ما بين السلطتين كان بعيدا عن التشنجات والانفعالات ولم يخرج عن حدود ومسار العمل البرلماني الديموقراطي الذي كنا نتمنى ان نراه سابقا.
ولكن السؤال الذي يتبادر الى ذهني ماذا يريد المواطن الكويتي من المجلس والحكومة الآن؟ ومتى سيشعر المواطن الكويتي بالرضى عن واقعه؟؟ حقيقة ان اجابتنا ستختلف كل واحد عن الاخر لاختلاف حاجاتنا واختلاف متطلباتنا؟! ولكن دعونا الآن نمد أيدينا للتعاون والعمل مع بعضنا البعض، ونفتح باب الحوار والنقاش، فنحن مهما اختلفنا في مسارنا وتوجهاتنا وآرائنا الا ان طريق الكويت وحب الكويت هو الذي يجمعنا.
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق