وزارة الإعلام يبدو أنها لا تعرف الفرق بين البرنامج الوثائقي والبرنامج الخبري، ومن منطلق الجهل سأحاول أن أشرح الفرق المبسط بين هذين النوعين من البرامج، فوفق حاجة المشاهد وطبقا لمواءمتها لتوقيت العرض، البرنامج الوثائقي هو برنامج يمكن عرضه ولو بعد عشرات السنوات من إنتاجه، لكونه يعتمد على معلومات غير مرتبطة بأي حدث خبري، فمثلا يمكن عرض برامج الرحالة جان كوستو التي أنتجت في السبعينيات اليوم ذلك أنها غير مرتبطة بحدث معين بل تقدم معلومات علمية والأهم انها غير مرتبطة بحدث خبري لحظي، أما البرامج الإخبارية فهي برامج مرتبطة بالمتغيرات اليومية فالبرنامج الإخباري الذي أنتج خلال شهر يناير الماضي لا يصح عرضه في شهر ابريل كون كل الأحداث التي تناولها قد تغيرت تماما وأصبحت أخبارا قديمة، بمعنى أدق البرامج الوثائقية صلاحيتها طويلة الأمد اما البرامج الإخبارية فصلاحيتها تتراوح بين اليوم والشهر على أقصى تقدير بحسب طبيعة الخبر الذي يناقشه البرنامج.
سبب المقدمة التعريفية هذه ان وزارة الإعلام للأسف لا تفرق بين ما هو إخباري وبين ما هو وثائقي، فالقناة الثانية تعرض برنامجا أخباريا أميركيا انتج في العام ٢٠٠٨، واسمه World health news today، وطبعا نحن في العام ٢٠١٣ في حال فات مسؤولي الاعلام الاطلاع على الرزنامة الموجودة على مكاتبهم، وجميع التقارير التي يقدمها البرنامج الذي ذكرته هي تقارير صحية قديمة و«بايته» وانتهت صلاحيتها منذ ٥ سنوات، ولا تصلح للعرض أو المشاهدة، احد التقارير يتحدث عن أزمة مصلات تطعيم النكاف للمراهقين في الولايات المتحدة «واحنا شكو؟» كما انها أزمة انتهت منذ ٥ سنوات، فالبرنامج ليس علميا بل إخباري.
برنامج made in Hollywood هو الآخر برنامج إخباري يعني بالنجوم والأفلام تعرضه أيضا القناة الثانية وجميع حلقاته تعود للعام ٢٠٠٨ أيضا، ولا اعرف سر تعلق وزارة الاعلام بهذا العام، وكل التقارير الإخبارية واللقاءات هي لقاءت قديمة ميتة و«شبعت موت». الآن وبعد ان قدمت تعريفا مجانيا للتمييز بين البرنامج الإخباري وشقيقه الوثائقي، وطرحت نموذجين لبرنامجين يعرضهما تلفزيون الكويت، السؤال هنا، من قام بشراء تلك البرامج الميتة؟ ومتى تم شراؤها؟ ولم تعرض الان؟ والاهم، أليس هناك شخص واحد في الاعلام يعرف ان تلك البرامج الإخبارية التي تعود للعام ٢٠٠٨ لا يجب ولا يجوز ان تعرض في العام ٢٠٠٩، وها هي تعرض في العام ٢٠١٣.
اعتقد ان ديوان المحاسبة يجب ان يتدخل وبقوة في هذا الشأن فلا يجوز ان يتم شراء تلك البرامج من مالنا العام وهي برامج إخبارية منتهية الصلاحية، لا تصلح للعرض فعلى اي اساس ندفع مقابلها الآلاف، فلو كانت أغذية لتسببت بتسمم مئات المشاهدين، ووزارة الاعلام تتفنن في تسميمنا يوميا عبر عرض برامج إخبارية « مليانة عفن خبز».
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق